هذا الكتيب هو ثمرة مشروع استمر خلال العام 2014، وسعى خلاله مركز الميزان لحقوق الإنسان إلى إعمال أحد أهم المبادئ الأساسية لاتفاقية حقوق الطفل ألا وهو المشاركة، حيث تقوم الفكرة على رفع وعي الأطفال بحقوقهم، وتمكينهم من آليات رصد وتوثيق الانتهاكات الموجهة لحقوق الطفل في قطاع غزة، بحيث يتولون هم بأنفسهم عمليات رصد وتوثيق الانتهاكات التي يتعرضون لها أو تحدث في مناطقهم. وفي هذا السياق استهدف مركز الميزان لحقوق الإنسان 120 طفلاً في عمليات التوعية والتدريب والمتابعة من خلال الاجتماعات واللقاءات الدورية التي كان ينفذها لمجموعات الأطفال في محافظات قطاع غزة، ومراجعة التقارير التي كانوا يعدونها حول الانتهاكات وإبداء الملاحظات وصولاً إلى تمكينهم من معايير جمع المعلومات وكتابة التقارير وهو مشروع نفذه المركز بالشراكة مع مؤسسة انقاذ الطفل.

وبعد العدوان الذي تعرض له قطاع غزة في مطلع تموز (يوليو) 2014 والويلات التي عايشها الأطفال الذين تعرضت منازلهم للقصف المباشر وعايشوا أهوالاً بمشاهدة إخوانهم أو أحد والديهم يقتلون أمامهم أو بتعرضهم هم أنفسهم للإصابة، وتشردهم مع عائلاتهم بعد أن هجروا قسرياً عن مساكنهم، فكان لا بد للمركز من تغيير في خطته ليحقق غايتين أساسيتين الأولى مساعدة الأطفال على تجاوز محنتهم والتخفيف من أثر الصدمات النفسية التي تعرضوا لها خلال العدوان، وفي الوقت نفسه فضح الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت بحقهم من خلال رواياتهم هم أنفسهم.

يتناول الكتيب تجارب الأطفال على شكل قصص بسيطة تحكي ما عايشوه خلال فترة العدوان، من خلال رواياتهم في جلسات التفريغ النفسي التي عقدت في الفترة ما بين 16-25/9/2014، والتي استهدفت 130 طفلاً، قسموا على مجموعات تحدثوا خلالها عن ما تعرضوا له من انتهاكات خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تم توثيق هذه القصص من خلال فريق المشروع، الذي حرص على توثيق روايات الأطفال كما جاءت على ألسنتهم، وتركز على حياتهم تحت العدوان والذي مست فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي وبشكل رئيسي بجملة حقوق الانسان لكافة سكان قطاع غزة، لاسيما الأطفال و الذين يبلغ عدد القتلى منهم 556 طفل، فقط خلال فترة العدوان والتي امتدت ل51 يوماً منذ السابع من تموز 2014 حتي السادس و العشرون من شهر آب 2014، استخدمت فيها قوات الاحتلال العديد من المعدات العسكرية من " طيران حربي، دبابات، زوارق بحرية".

يستعرض أيضاً التقرير جزء من رسومات الأطفال خلال جلسات التفريغ النفسي و التي حملت في طياتها الحالة التي يعيشها أطفالها من انتهاكات إلي طموحات وآمال.

وينتهي التقرير بمجموعة من الصور لأنشطة المشروع خلال العام 2014، ولجلسات الدعم النفسي والتفريغ والتوثيق.