واصلت قوات الاحتلال تصعيد جرائمها المتواصلة بحق السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستخدمة قوة مفرطة ومميتة متعمدة إيقاع أكبر عدد من القتلى والجرحى في صفوف السكان المدنيين، بحيث أسفرت جرائمها عن استشهاد (8) فلسطينيين، في مدينة رفح منذ فجر اليوم الخميس، وبذلك يرتفع عدد الشهداء ليصل إلى (106) شهداء منذ بدء العدوان على لبنان، فيما ارتفع عدد الشهداء منذ بداية تصعيد قوات الاحتلال لعدوانها فيما أسمته (أمطار الصيف) إلى (171) شهيداً من بينهم (34) طفلاً دون سن الثامنة عشر من العمر.
  وحسب تحقيقات المركز الميدانية فقد قصفت قوات الاحتلال أحد عشر صاروخاً من طائرات المراقبة العسكرية، منذ الساعة 00:5 فجراً وحتى الساعة 10:45 من صباح اليوم الخميس الموافق 3/8/2006، من بينها صاروخ استهدف حي عامر، فيما استهدفت الصواريخ العشرة الأخرى مناطق متفرقة من منطقة الشوكة، الواقعة جنوب شرق مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد كل من: زياد سليمان الشيخ عيد، البالغ من العمر (22)، شظايا في الرأس، عدنان بسام أبو لبدة، البالغ من العمر (19)، شظايا في البطن والساقين، وائل محمد عطية يونس، البالغ من العمر (24)، تحولت جثته إلى أشلاء، محمد أنور كلاب، البالغ من العمر (21)، شظايا في الرأس، والطفل أنيس سالم أبو عواد، البالغ من العمر (12)، شظايا في الرقبة، عبد الرحمن أحمد أبو سنيمة، البالغ من العمر (42)، شظايا في أنحاء متفرقة من الجسم، يوسف عبيد الله أبو مور، البالغ من العمر (22)، شظايا في أنحاء متفرقة من الجسم وسليمان محفوظ الرميلات، البالغ من العمر (55) عاماً.
كما أسفرت عمليات القصف عن جرح (21) شخصاً بجراح، وصفت المصادر الطبية جراح (8) منهم بالخطيرة، حيث تم تحويلهم من مستشفى أبو يوسف النجار إلى مستشفيي غزة الأوروبي وناصر في خانيونس، ومن بين الجرحى (7) أطفال دون سن الثامنة عشر من العمر.
  هذا وأفاد باحثو المركز أن قوات الاحتلال فتحت نيرانها تجاه الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، التي وصلت إلى منطقة (زلاطة) القريبة من مجلس بلدي الشوكة، عند حوالي الساعة 3:00 من فجر اليوم نفسه، لنقل الشهيدين أبو مور وأبو سنيمة، حيث أبلغ عن وجود جريحين.
يذكر أن قوات الاحتلال سمحت بوصول سيارات الإسعاف بعد نحو سبع ساعات حيث وصلت جثتيهما إلى المستشفى عند تمام الساعة 10:05 من صباح اليوم.
هذا وقصفت قوات الاحتلال ثلاثة صواريخ بالقرب من مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، ما أدى إلى ترويع المرضى والعاملين داخل المستشفى وإصابة أربعة من سكان المنطقة من بينهم الطفلة إيمان محمد أبو ختلة، البالغة من العمر (10) سنوات، التي أصيبت بشظايا في الرأس.
  هذا وتواصل تلك القوات توغلها الذي شرعت فيه، عند حوالي الساعة 10:00 من صباح يوم الثلاثاء الموافق 1/8/2006، حيث وصلت صباح اليوم إلى مدخل مدينة رفح على الطريق الشرقي المؤدي إلى معبر رفح، وفرضت سيطرتها العسكرية على المنطقة الواقعة جنوب شرق مدخل رفح.
وفي الوقت نفسه تواصل تلك القوات توغلها في المنطقة الواقعة شمال شرق بلدة بيت لاهيا شمال غزة، الذي شرعت فيه، عند حوالي الساعة 13:00 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 1/8/2006، ولا تزال متمركزة في منطقة فلسطين الصناعية وتلة (DCO) وما كان يعرف بمستوطنة (نيسانيت)، وتواصل أعمال الحفر في هذه المناطق، وتواصل قصفها المدفعي المتكرر لمناطق أبرج حي الندى وعزبة بيت حانون وشمال غرب بلدة بيت حانون، فيما تواصل إغلاق الطريق المؤدي إلى معبر بيت حانون (إيرز).
  مركز الميزان لحقوق الإنسان، في الوقت الذي يعبر عن استنكاره الشديد لجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين، فإنه يستهجن صمت المجتمع الدولي أمام استمرار تصعيد هذه الجرائم، والتي تستهدف المدنيين وممتلكاتهم، كما تستهدف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف لتحول دون قيامها بمهام إخلاء الجرحى والمرضى بهدف إيقاع أكبر قدر من القتلى في صفوف الفلسطينيين.
والمركز إذ يؤكد على أن قوات الاحتلال تتعمد إيقاع أكبر قدر من القتلى والخسائر في صفوف السكان المدنيين وممتلكاتهم، فإنه لا يعمد إلى التحليل أو قراءة المعطيات الميدانية فقط، بل يستند إلى تصريحات (يوآف جالنط) قائد المنطقة الجنوبية في قوات الاحتلال التي أدلى بها يوم السبت الموافق 8/7/2006، والتي أكد فيها أن على الفلسطينيون أن يعدوا قتلاهم وبناهم التحتية ومكاتبهم المدمرة.
والمركز يشدد على أن استمرار صمت المجتمع الدولي أمام استمرار تصعيد قوات الاحتلال لمجازرها، فإنه يلعب دوراً مهماً لجهة تشجيع مجرمي الحرب من الإسرائيليين على ارتكاب المزيد من المجازر.
  عليه فإن المركز يجدد مطالبته المجتمع الدولي، لاسيما الدول الأطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف- التي توجب عليها الاتفاقية احترامها وضمان احترامها في جميع الأحوال- بالتحرك العاجل لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
  انتهـــى