بيانات صحفية

في اليوم التاسع للعدوان

قوات الاحتلال تواصل هجماتها وتدمر المنازل وتوقع المزيد من الضحايا، الميزان يستنكر استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ويطالب المجتمع الدولي بحماية المدنيين

    شارك :

18 مايو 2021 |المرجع 44/2021

التوقيت: 14:00 القدس

 

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء أمس الاثنين وصباح اليوم الثلاثاء غارات مكثفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، كما استخدمت المدفعية والزوارق الحربية عشرات القذائف في عمليات القصف، وطالت الهجمات بنايات وشقق سكنية، وأراضي زراعية ومقرات حكومية، وألحق القصف أضراراً بالغةً في الممتلكات الخاصة والعامة، من بينها مبنى وزارة الصحة وعيادة الرمال وسط مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة عدد من الأطباء العاملين في خدمة التطبيب عن بعد، وتوقف عمل المختبر المركزي الوحيد لفحص فايروس كورونا في قطاع غزة. وقد تسببت الهجمات الحربية الإسرائيلية لليوم التاسع من العدوان وحده، في استشهاد (7) مواطنين، من بينهم طفل وسيدة، وإصابة (121) مواطناً، من بينهم (49) طفلاً، و(31) سيدة، كما دمرت (18) منزل بشكل كلي.

 

وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان إلى أن عدد الشهداء منذ بداية العدوان وحتى وقت إصدار البيان، ارتفع إلى (213) شهيداً، من بينهم (62) طفلاً، و(36) سيدة، تبلغ نسبتهم حوالي (45.54%) من إجمالي عدد الشهداء. كما أصيب (1030) آخرين بجراح مختلفة، من بينهم (218) طفلاً، و(159) سيدة، تبلغ نسبتهم من مجمل المصابين حوالي (36.60%). كما بلغ عدد البنايات السكنية المستهدفة (122) بناية، من بينها (6) أبراج، دمرت (3) منها بشكل كلي، وبلغ مجموع الوحدات السكنية المدمرة كلياً (402) وحدة سكنية.

 

هذا ولحقت أضرار جزئية في مئات المنازل وممتلكات المواطنين الخاصة، وعشرات الأبنية والمقرات الحكومية والمصارف والمساجد والمدارس، وشبكات توصيل التيار الكهربائي الهوائية والأرضية، وشبكات توصيل المياه والصرف الصحي، وتخريب واسع النطاق لآلاف الأمتار المربعة من الطرق المرصوفة.

 

 

وبحسب عمليات الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان، كانت أبرز أحداث العدوان خلال 24 ساعة ماضية، على النحو الآتي:

انتشلت طواقم الدفاع المدني ورجال الإسعاف ظهر يوم الاثنين الموافق 17/5/2021، جثة المواطنة شيماء علاء صبحي أبو العوف (21 عاماً)، من تحت أنقاض بناية أبو العوف التي تقع في شارع الوحدة وسط مدينة غزة، والتي استهدفت من قبل قوات الاحتلال قبل يومين ما أدى إلى تدميرها واستشهاد وإصابة عدد كبير من المواطنين.

 

أعلنت المصادر الطبية في مستشفى الشفاء الطبي مساء اليوم نفسه عن وصول جثتين لمواطنين هما: محمد جمال علي أبو سمعان (24 عاماً)، محمد حسن حسن أبو سمعان (31 عاماً)، اللذين استشهدا نتيجة استهدافهم من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية بالقرب من استراحة المالدليف غرب مدينة غزة عند حوالي الساعة 12:30 من ظهر اليوم نفسه، ليرتفع عدد الشهداء في الحادث نفسه إلى أربعة.

 

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بثلاثة صواريخ عند حوالي الساعة 17:10 من مساء الاثنين نفسه، عمارة مشارق التابعة لوزارة الأوقاف بالقرب من مجمع أنصار غرب مدينة غزة، والبناية مكونة من (6) طبقات، وتحتوي على مؤسسات ومنشآت تجارية، وأسفر القصف عن تدميرها بشكل بالغ في حين تجدد القصف مرة أخرى عند حوالي الساعة 1:35 من فجر اليوم الثلاثاء الموافق 18/5/2021، ما أسفر عن تدميرها بشكل كلي.

 

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ واحد عند حوالي الساعة 17:35 من مساء الاثنين الموافق 17/05/2021، مجموعة من المواطنين قرب عيادة حمودة الخاصة وسط شارع بيت لاهيا العام بمحافظة شمال غزة، ما تسبب في استشهاد مواطنين اثنين، هما: أحمد زياد حسين صباح (28 عاماً)، ومحمد نظير محمد أبو عون (18 عاماً)، وإصابة مواطنين آخرين بجراح مختلفة.

 

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلي بصاروخ واحد عند حوالي الساعة 17:45 من مساء الاثنين نفسه، الطابق العلوي من بناية غازي الشوا التي تقع  في شارع الوحدة وسط مدينة غزة، والمكونة من 6 طبقات، وتحتوي على مكاتب لمؤسسات وشركات تجارية وعيادات خاصة، وأسفر القصف عن استشهاد مواطنين اثنين من بينهما طفلة وهما: زياد كامل عبدالله أبو داير (45 عاماً)، وابنة شقيقه الطفلة رهف مرشد كامل أبو داير (10 أعوام)، وهما من سكان المنزل المجاور للبناية المستهدفة، وأسفر القصف عن تدمير الطوابق العلوية في العمارة بشكل كلي، ولحقت أضرار بالغة في مقر وزارة الصحة  عيادة شهداء الرمال، وبناية الأمل، ومعهد الأمل للأيتام، بالإضافة إلى إلحاق أضرار بالغة في المحلات والمنشآت التجارية والمنازل السكنية المجاورة.

 

تجدر الإشارة إلى أن المختبر الوحيد لفحص مرض (كوفيد 19)، في قطاع غزة يقع داخل عيادة شهداء الرمال، وقد أدى القصف حسب وزارة الصحة الفلسطينية إلى توقف عمل المختبر بالكامل، وبالنظر إلى تفشي مرض كورونا في قطاع غزة، وبالنظر إلى عدم قدرة القطاع على إجراء هذا الفحص نتيجة الاستهداف، فلن تكون هناك مقدرة على اتباع البروتوكولات الطبية والإجراءات الاحترازية للحد من تفشي المرض، والتعرف على منحناه، ما سيضع حياة المواطنين في قطاع غزة على أمام خطر كبير وسيدفع إلى تفشي كبير للفيروس وعجز عن معرفة مدى الانتشار من قبل وزارة الصحة.

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره الشديد لاستمرار تصعيد الهجمات الحربية الإسرائيلي، التي تتسم بالوحشية كونها تستخدم قوة تدمير مبالغ فيها، وتتعمد استهداف المنازل وتدميرها فوق رؤوس قاطنيها، واستهداف المنشآت العامة والمدارس ودور العبادة، والمرافق الحيوية التي لا غنى عنها لحياة السكان، لا سيما المختبر الوحيد لفحص كورونا في قطاع غزة، في ظل العجز وقلة الإمكانيات التي يعاني منها أصلاً القطاع الصحي خلال سنوات عديدة بسبب الحصار الإسرائيلي، واستمرار استهداف البنية التحتية من طرق وشبكات مياه وصرف صحي وكهرباء، ما ينذر بوقوع كارثة بيئية وإنسانية محققة.

 

ويعبر المركز عن استنكاره للحصانة التي توفرها الولايات المتحدة الأمريكية لجرائم قوات الاحتلال، من خلال عرقلة إصدار موقف وبيان لمجلس الأمن حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال جلسته الطارئة بتاريخ 16/5/2021، ما شجَّع قوات الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم التي يدفع ثمنها المدنيون لا سيما الأطفال والنساء.

 

وعليه، يجدد مركز الميزان مطالباته للمجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل والفاعل لوقف العدوان، والقيام بواجبه القانوني والأخلاقي المتمثل في حماية المدنيين الفلسطينيين وضمان احترام قواعد القانون الدولي الملزمة في كل الأحوال.

 

انتهى