7 يوليو 2007
صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها المتواصل على المدنيين من سكان قطاع غزة وممتلكاتهم، بحيث أسفرت عملياتها الحربية خلال أقل من (24) ساعة عن مقتل (11) فلسطينياً، وإصابة (28) آخرين بجراح، وتجريف حوالي (70) دونماً من الأراضي الزراعية، فيما استهدفت الصحفيين والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، وشنت حملة اعتقالات عشوائية أسفرت عن احتجاز (70) شخصاً، نقلت (7) منهم إلى سجونها.
وحسب تحقيقات مركز الميزان الميدانية فقد توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بقوة مكونة من حوالي (20) آلية عسكرية، عند حوالي الساعة 2:00 من فجر الخميس الموافق 5/7/2007، في محيط موقع مقبولة، الواقع جنوب شرق مخيم البريج، بعد أن كانت وحدات راجلة من قواتها قد تسللت إلى المنطقة واتخذت من بعض المنازل السكنية مواقع عسكرية بعد احتجاز ساكنيها في غرفة واحدة، واستخدمتها في إطلاق النار تجاه كل ما يتحرك.
كما شاركت طائرات مروحية إسرائيلية في إطلاق النار بشكل كثيف، ما أسفر عن استشهاد (11) فلسطينياً، ستة منهم قتلوا في ساعات الصباح وهم: محمد نايف العويدات، البالغ من العمر (23) عاماً، أحمد سليمان القريناوي، البالغ من العمر (21) عاماً، محمود جواد صيام، البالغ من العمر (37) عاماً، محمود عوض أبو غرقود، البالغ من العمر (23) عاماً، محمود صبحي نور، البالغ من العمر (23)عاماً، أحمد نبيل أبو جلد، البالغ من العمر (25) عاماً.
وعند حوالي الساعة العاشرة من صباح الخميس نفسه، استهدفت قوات الاحتلال المصور الصحفي لمرئية الأقصى الفضائية عماد محمد حسن غانم البالغ من العمر (21)عاما، أثناء محاولته تصوير إصابة أبو غرقود و نور وأبو جلد، ما أدى إلى إصابته وسقوطه أرضاً، فواصلت إطلاق النار عليه على الرغم من وضوح الكاميرا التي كان يحملها وكونه أعزل من أي سلاح.
وفتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة، عند حوالي الساعة 15:20 من مساء الخميس نفسه، ما أدى إلى مقتل محمد صقر نوفل، البالغ من العمر (19) عاماً مما أدي لمقتله وإصابة (7) آخرين بجراح.
وعندما حاول شاب أن يسعفه أطلقت النار تجاهه وهو عبيدة حجازي القصاص، البالغ من العمر (19)عاماً، ما أدى إلى مقتله، وكلاهما من مخيم النصيرات كان يشاهدان المواجهات.
وعاودت تلك القوات فتح نيران رشاشاتها، عند حوالي الساعة 17:30، تجاه الفتى أحمد جميل أبو ناجع (18) عاماً، ما أدى إلى مقتله علي الفور.
وبعد أن تراجعت قوات الاحتلال من المنطقة، عثر المسعفون علي جثتين بين الحقول الزراعية، تبين أنهما لمحمد مصطفي منصور، البالغ من العمر (24) عاماً، وعمار إبراهيم شاهين، البالغ من العمر (24) عاماً.
هذا وداهمت تلك القوات العديد من المنازل السكنية في المنطقة، واعتقلت عدد من الشبان من أفراد الأسر التي تسكن هذه المنازل.
وحسب إفادات صرح بها للمركز عدد ممن اعتقلتهم تلك القوات، فقد اقتادت قوات الاحتلال حوالي (70) شاباً إلى مواقعها داخل الخط الأخضر، وأخضعتهم للتحقيق بعد أن أجبرتهم علي خلع ملابسهم، قبل أن تفرج عن (63) شخصاً منهم، فجر الجمعة الموافق 06/07/2007، حيث أوصلتهم بالحافلات إلى حاجز'كسوفيم' العسكري، الواقع جنوب شرق مدينة دير البلح، فيما أبقت على سبعة أشخاص رهن الاعتقال وهم: طلال سالم أبو سبيخة، البالغ من العمر (52) عاماً، لؤي تركي أبو ربيع، البالغ من العمر (26) عاماً، أحمد جدوع أبو جلال، البالغ من العمر (27) عاماً، فريح حسني المصدر، البالغ من العمر(32) عاماً، نعيم محمد عطا لله، البالغ من العمر (33) عاماً، محمود عبد الهادي أبو جلال، البالغ من العمر (23) عاماً وعبد الرؤوف عودة بن سعيد، البالغ من العمر (28) عاماً.
ووفقا لتحقيقات المركز، فقد انسحبت الآليات من المنطقة، عند حوالي الساعة 23:00 من مساء الخميس الموافق 5/7/2007م، وتكشف انسحابها عن حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة، حيث يقدر باحثوا المركز مساحة الأراضي المجرفة بحوالي (70) دونماً من الأراضي مزروعة بأشجار الزيتون والعنب والحمضيات.
وفي حوالي الساعة10:30 صباح الجمعة نفسه، تمكنت إدارة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول لمنطقة الحدث حيث نقلت ما تبقى من حطام سيارة الإسعاف التي دمرتها قوات الاحتلال وكانت احتجزت طاقمها.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يجدد استنكاره الشديد لتصعيد قوات الاحتلال لعدوانها المتواصل على السكان المدنيين وممتلكاتهم في قطاع غزة، فإنه يعيد التأكيد على أن ممارسات تلك القوات تمثل انتهاكات جسيمة لمبادئ حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر استهداف المدنيين وممتلكاتهم وتوفر حماية خاصة لأفراد الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، الذين تعتبرهم قوات الاحتلال هدفاً لنيرانها كما حدث في توغل شرقي البريج.
عليه فإن المركز يجدد مطالبته المجتمع الدولي التحرك العاجل والقيام بواجبه القانوني والأخلاقي تجاه السكان المدنيين وممتلكاتهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في توفير الحماية الدولية للسكان المدنيين وممتلكاتهم، والعمل على التحقيق في الممارسات التي يشتبه في أنها جرائم حرب ترتكبها قوات الاحتلال، وملاحقة مرتكبيها ومن أمروا في ارتكابها.
انتهى