1 أكتوبر 2025
أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان تقريراً بعنوان: كبار السن في قطاع غزة بعد عامين من حرب الإبادة الجماعية، ويهدف التقرير إلى تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية لكبار السن في ظل تدمير المنظومة الصحية، وممتلكاتهم الخاصة وحرمانهم من حقوقهم الأساسية في المأوى المناسب، والحصول على الغذاء والمياه، ويتزامن نشر التقرير مع اليوم الدولي للمسنين الذي يصادف الأول من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام.
استعرض التقرير معاناة كبار السن الذين يشكلون ما نسبته (5%) من مجمل سكان قطاع غزة، ومؤشرات حول انتهاكات الحق في الحياة والسلامة الجسدية خلال حرب الإبادة الجماعية، إذ قتلت قوات الاحتلال حوالي (4,731) مسن فيما أوقعت (11,989) جريح في صفوفهم.
تناول التقرير المخاطر التي يتعرض لها كبار السن نتيجة؛ استهداف القطاع الصحي وعدم توفر الأدوية الأساسية للمرضى حيث سجل العجز في الأدوية ما نسبته (54%) في مستودعات وزارة الصحة، وبلغ (70%) داخل المرافق الصحية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA)، التي تُقدم خدمات الفحص والعلاج لنحو (54178) مسن يعانون من أمراض مزمنة، الأمر الذي ضاعف من معدلات الجلطات القلبية، والوفيات لدى مرضى الأمراض المزمنة، الذين هم في معظمهم من كبار السن، فيما تتفاقم معاناتهم جراء عدم توفر السماعات الطبية، والنظارات، الكراسي المتحركة.
واستعرض التقرير واقع كبار السن في ظل تدمير ونسف المنازل السكنية، والممتلكات الخاصة، ومسح أملاك ومقتنيات ومدخرات آلاف الأسر، التي يرأسها كبار السن، والذين انتهى المطاف بهم في مراكز الإيواء أو في فصل دراسي داخل مدرسة أو في خيمة على قارعة الطرق، حيث يواجهون ظروفاً معيشية قاسية ومهينة وحاطة بالكرامة الإنسانية، خاصة في ظل تكرار أوامر التهجير القسري، والإعلان عن معظم مناطق قطاع غزة كمنطقة عسكرية يُحظر الوصول إليها والتي طالت ما نسبته (90%) من مساحة قطاع غزة، حيث حشرت تلك القوات السكان في ما نسبته (10%) من مساحة قطاع غزة، وهي مناطق تفتقر إلى المقومات الأساسية، ويترافق ذلك مع تدمير واستهداف مقرات المؤسسات الأهلية التي لديها برامج وتدخلات حيوية وتخصصية لكبار السن على صعيد الرعاية والتأهيل.
وتطرق التقرير إلى استخدام التجويع كسلاح وتداعياته الخطيرة على كبار السن، الذين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء، في ظل شح المساعدات وارتفاع الأسعار، وتعذر حصولهم على مرتباتهم بعد إغلاق البنوك والنقص الحاد في السيولة النقدية، وتوقف برامج المساعدات النقدية المقدم من وزارة التنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى حظر دخول غاز الطهي حيث يضطر كبار السن إلى استخدام ملابسهم كوقود للطهي، وأسفر التجويع عن وفاة العشرات من كبار السن، إذ أشارت المصادر الرسمية عن ارتفاع وفيات التجويع في صفوف المدنيين لنحو (404) حالة، من بينهم (259) من البالغين، ومن بين البالغين (165) من فئة كبار السن.
ويطالب التقرير المجتمع الدولي بضرورة التحرك وإجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على وقف جريمة الإبادة الجماعية وتوفير الحماية للمدنيين وخاصة كبار السن، لا سيما المصابين بالأمراض المزمنة، والسماح بمرور إرساليات الأدوية والمستهلكات والمستلزمات الطبية كافّة، وخاصة المتعلقة بالأمراض المزمنة، وتوفير الأدوات المساعدة، والفوط الصحية, ودعا التقرير في خاتمته وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية إلى تعزيز مشاركة كبار السن في صياغة الخطط ومسارات التدخل الرامية للتخفيف من آثار حرب الإبادة وتوزيع المساعدات، وتقديم الدعم الكاف لهم ولأسرهم وتشجيع أفراد المجتمع على التعاون، وتقديم الدعم لهم من خلال تعزيز برامج للتأهيل النفسي، وتخصيص جلسات نفسية تخفف عنهم في ظل زيادة الضغوط الناجمة عن عمليات القتل والنزوح واستخدام أسلوب التجويع كوسيلة من وسائل الحرب.
انتهى