25 نوفمبر 2024
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية، وتستهدف المدنيين وممتلكاتهم والمرافق الصحية والمستشفيات، وتحظر مرور الأدوية والمهمات والوفود الطبية، والوقود اللازم لتشغيل المولدات، الأمر الذي يترافق مع استمرار عمليات تدمير المنازل السكنية والبنايات ومراكز الإيواء ومرافق البنية التحتية، واقتحام المناطق السكنية وأوامر الإخلاء المتكررة، وتشديد الحصار وعرقلة دخول المساعدات والسلع والبضائع لاسيما الغذائية والأساسية.
وتطال الهجمات العسكرية واسعة النطاق الفئات الضعيفة، ولاسيما الأطفال وكبار السن والنساء، وتتعمد تدمير المقومات الأساسية الضرورية لبقائهم. وتواجه النساء الحوامل ظروفاً كارثية، وتتضاعف معاناتهن جراء تدمير المنظومة الصحية، لا سيما الخدمات المخصصة للصحة الجنسية والإنجابية، وحرمانهم من الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية بعد إخراج المستشفيات والعيادات والصيدليات عن الخدمة، وتعطل المختبرات والأجهزة الطبية، وقطع الكهرباء ومنع دخول المواد المخبرية.
وتحرم النساء من الحصول على الخدمات المتعلقة بأمراض النساء المرتبطة بالحمل، ورعاية ما قبل الحمل وما بعد الولادة، والوقاية من العنف، خاصة في ظل شح السلع والبضائع الأساسية، وعدم قدرتهن على توفير المواد الغذائية الغنية بالبروتينات، والحصول على المكملات الغذائية، وتوفير مواد التعقيم ووسائل منع الحمل، وتوفير أدوات خاصة بالاحتياجات اللازمة للحفاظ على الكرامة الشخصية من مستلزمات النظافة وغيرها.
يستعرض التقرير انعكاس تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية في قطاع غزة على الحقوق الإنجابية للنساء، خاصة في شمال قطاع غزة، وتظهر أثر العمليات العسكرية وأوامر النزوح، واستهداف المنظومة الصحية على حياة الحوامل والنساء المرضعات والمواليد، وتفاقم أوضاعهن النفسية نتيجة القلق والخوف وعدم شعورهن بالأمان.
ويظهر التقرير تحلل قوات الاحتلال من اتخاذ أي تدابير لتجنب قتل النساء أو إصابتهن، بل على العكس من ذلك شاهد العالم سيدات يقتلن قنصاً، كما أن الهجمات على المنازل والبنايات السكنية دون تحذير مسبق يشير إلى تعمد قوات الاحتلال قتل النساء والأطفال والمرضى والمسنين، كونهم نادراً ما يغادرون المنزل في ظرف العدوان التي يتسم فيها مغادرة المنزل بالخطر الشديد.
وهذا ما يوضح السبب في أن حوالي 70٪ من الشهداء هم من النساء والأطفال، وإذا أضفنا إليهم كبار السن والمرضى تتضح حقيقة ما ترتكبه قوات الاحتلال من إبادة جماعية تستهدف عموم السكان ولا تقتصر على مواجهة الفصائل المسلحة.