4 فبراير 2023
يصادف 4 فبراير من كل عام اليوم العالمي للسرطان، وهي مناسبة يتضامن فيها العالم ويؤكد على أهمية المساعي الرامية للوقاية من مرض السرطان وخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية وتثقيف المجتمعات وتوعيتها بمرض السرطان، وتقديم الدعم والمساندة لمرضى الأورام.
وتأتي المناسبة هذا العام وقطاع غزة يخضع لحصار مشدد منذ أكثر من 15 عاماً، ما أفرز ظروف معقدة وقيود مشددة يعاني منها مرضى السرطان في قطاع غزة، تسببت في مخاطر حقيقية تهدد حياتهم، جراء مواصلة سلطات الاحتلال حرمان المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة الذين يتلقون العلاج في المرافق الطبية خارج القطاع من الوصول إلى العلاج، الأمر الذي أسفر عن وفاة (9) مرضى من بينهم (3) أطفال خلال عام 2022.
وتواجه الخدمات الصحية في قطاع غزة قيودا إضافية، جراء حظر سلطات الاحتلال السماح بدخول المعدات والأجهزة الطبية، حيث أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عرقلة وحظر دخول الأجهزة الطبية التشخيصية، التي تستخدم في تشخيص وعلاج مرضى الأورام من بينها أجهزة الأشعة التداخلية، وأشعة الألتراساوند، كما تحظر دخول بعض قطع الغيار اللازمة لإصلاح الأجهزة الطبية المتعطلة، مما يترتب عليه تداعيات خطيرة على صحة وحياة المرضى.
وتشير الاحصائيات والتقارير المتوفرة إلى ارتفاع أعداد مرضى السرطان، وسجل معدل الحدوث ارتفاعاً بين السكان، حيث كانت نسبته عام 2016 بمعدل 89/100,000 من السكان، وارتفع النسبة إلى 91.3 في عام 2021، وخلال الأعوام الممتدة بين (2016-2020) بلغ عدد المصابين (8,903) إصابات جديدة بالسرطان، توفي من بينهم (3,112) مريضا، ومن بين الحالات الجديدة المسجلة تم تشخيص (4,807) حالات بين الإناث، و(4,096) بين الذكور. وفي عام 2021 بلغ عدد الإصابات الجديدة (1952) حالة، فيما سجلت (610) وفيات من المرضى.
وتظهر البيانات إلى أن سرطان الثدي هو النوع الأكثر شيوعاً، حيث تبلغ نسبته (18.6%) من اجمالي أنواع السرطان، ويحتل المرتبة الأولى بين سرطانات الإناث حيث يمثل ما نسبته (34.3) من أنواع السرطان التي تصيب الإناث، بينما سرطان القولون هو النوع الأكثر شيوعاً بين الذكور ويمثل (14.5%) من سرطانات الذكور.
وفي ظل هذه المؤشرات يلاحظ ضعف الجهود المبذولة والرامية إلى توطين الخدمة الصحية لمرضى الأورام، بالرغم من اعتماد وتخصيص مستشفى الصداقة التركي كمركز لعلاج مرضى الأورام، وبالرغم أنه مهيأ لتقديم الخدمات العلاجية لمرضى الأورام، إلا أنه يفتقر إلى خدمات العلاج الإشعاعي، والخدمات التشخيصية بالنظائر المشعة الطبية، بالإضافة إلى العجز في العلاجات الكيماوية.
وكشفت الإدارة العامة للصيدلة أنه خلال شهر ديسمبر 2022، بلغ العجز في الأدوية (207) صنف دوائي من أصناف قائمة الأدوية المتداولة بنسبة عجز (40%). وأظهرت نسبة العجز في أصناف أدوية مرضى السرطان وأمراض الدم أنه من أصل (63) صنف دوائي لمرضى السرطان وأمرض الدم بلغت الأصناف الصفرية (23) صنف دوائي، و(6) أصناف لا تكفي إلا لفترة تمتد من (1-3) شهور.
مركز الميزان لحقوق الإنسان يؤكد أن استمرار الحصار الإسرائيلي والقيود المشددة المفروضة على حرية الحركة والتنقل للمرضى وخاصة أصحاب الأمراض الخطيرة، ومواصلة حظر دخول الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة لتشخيص مرضى الأورام يترتب عليها مخاطر حقيقة تهدد حياة المرضى وتضاعف من معاناتهم وآلامهم.
وبناءً عليه يطالب مركز الميزان لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لإنهاء حصار قطاع غزة والتوقف عن الإجراءات والممارسات، التي تؤدي إلى تدهور خدمات الرعاية الصحية والمحددات الأساسية للصحة، وإنهاء المعوقات الإسرائيلية أمام وصول الفلسطينيين لخدمات الرعاية الصحية، وضمان احترام التزاماتها الناشئة عن القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والسماح بحرية دخول المعدات والأجهزة الطبية.
كما يطالب الأطراف الفلسطينية بضرورة العمل على مضاعفة الجهود لتوطين الخدمات الصحية، وتنمية القطاع الصحي وتأهيل وترميم البنية التحتية في المرافق الصحية، ولاسيما أقسام مرضى الأورام، وزيادة النفقات التشغيلية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية بكميات كافية وخاصة لمرضى الأورام، ومضاعفة الجهود لإدخال كافة المعدات والأجهزة اللازمة لتوطين الخدمة.
انتهى