1 نوفمبر 2022
صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكاتها المنظمة بحق الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة، وتنوعت هذه الانتهاكات بين إطلاق النار تجاههم واعتقالهم ومطاردتهم وتخريب معدات صيدهم، وتستولي على مراكبهم ومعداتهم. وتأتي هذه الانتهاكات في سياق الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي يحرم الصيادين من بين فئات أخرى من الوصول إلى مصادر رزقهم.
وبحسب المعلومات الميدانية، فقد فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة عند حوالي الساعة 02:00 من فجر اليوم الثلاثاء الموافق 01/11/2022 ، تجاه مراكب الصيادين المتواجدة غرب محافظة غزة، وحاصرت مركبين من نوع (حسكة ماتور) يستقلهما أربعة صيادين من بينهم طفل وكانا يتواجدان على بعد حوالي (6 ميل بحري) غرب ميناء الصيادين غربي شاطئ محافظة غزة، واعتقلت الصيادين الأربعة وهم: زايد زكي مصطفى الطروش (30 عاماً)، رجب خالد رجب أبو ريالة (36 عاماً)، عبد الرحمن توفيق سعيد أبو ريالة (17 عاماً)، محمد جمال خليل طلبه (24 عاماً)، وجميعهم من سكان محافظة غزة، واقتادتهم إلى جهة مجهولة، فيما استولت على المركبين.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الحادث هو الثاني خلال أقل من أسبوع، إذ اعتقلت قوات الاحتلال منتصف الأسبوع الماضي خمسة صيادين وأصابت أحدهم واستولت على مركبهم، لتفرج عنهم صباح اليوم التالي، في مؤشر على تصاعد انتهاكات قوات الاحتلال تجاههم، وأن الهدف هو دفعهم لترك مهنتهم الوحيدة التي تشكل مصدر دخل لهم، ووضعهم في خانة الفئات الأشد فقراً.
وتشير عمليات الرصد والتوثيق التي يتابعها مركز الميزان، إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت منذ بداية العام الحالي 2022، وحتى وقت صدور هذا البيان (415) انتهاكاً بحق الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، اعتقلت خلالها (58) صياداً، من بينهم (8) أطفال، وأصابت (20) صياداً، من بينهم (3) أطفال، وصادرت (21) قارب صيد. كما تواصل تلك القوات حظر دخول المعدات الضرورية لاستمرار مهنة الصيد البحري في قطاع غزة في إطار حصارها المشدد المفروض على القطاع.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يستنكر استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصيادين الفلسطينيين، فإنه يؤكد على أن الممارسات الإسرائيلية المنظمة، سواء إطلاق النار المتكرر وإيقاع قتلى وجرحى في صفوف الصيادين، واستمرار الاعتقالات التعسفية وما يرافقها من إهانة وإذلال، والاستيلاء على معدات وممتلكات الصيادين وتخريبها، تأتي في سياق الحصار المفروض على قطاع غزة، وتعمدها إلحاق الأذى بالمدنيين الفلسطينيين ولا سيما الصيادين.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يطالب بالإفراج الفوري عن الصيادين المعتقلين وإعادة المركب والمراكب الأخرى المحتجزة، فإنه يجدد مطالبته المجتمع الدولي ولاسيما الدول الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة القيام بواجبها، والعمل على رفع الحصار البري والبحري المفروض على قطاع غزة، وإلزام قوات الاحتلال بوقف انتهاكاتها المنظمة، واحترام مبادئ القانون الدولي في سياق تعاملها مع السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
انتهى