1 أكتوبر 2002
منذ اندلاعها احتلت الانتفاضة الفلسطينية (انتفاضة الأقصى)، ولم تزل، صدارة الأحداث الدولية وفرضت نفسها، على الهيئات الأممية، والمنظمات غير الحكومية، ووسائل الإعلام الدولية المختلفة، وذلك للأسباب الآتية: طبيعة الصراع كونه صراعاً تحررياً، يناضل فيه الفلسطينيون من أجل نيل حريتهم واستقلالهم والتمتع بحقوقهم الوطنية والإنسانية غير القابلة للتصرف.
الطبيعة غير المتكافئة للمواجهات الجارية في الأراضي الفلسطينية، بين سكان مدنيين عزل، وقوة احتلال حربي تصنف من القوى الأولى في العالم من حيث قوة وتطور عتادها الحربي.
قدرة الفلسطينيون على الصمود، على الرغم من قسوة وفظاعة جرائم الحرب التي ترتكب بحقهم يومياً من قبل قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي.
طبيعة المنطقة محل الصراع، التي تشكل نقطة اهتمام لشعوب الأرض قاطبة، بدياناتهم المختلفة.
لم تدخر قوات الاحتلال جهداً في محاولاتها الدءوبة لتشويه نضال الفلسطينيين وتضليل المجتمع الدولي، حول حقيقة ما يجري داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من هنا برزت أهمية الدور الذي تقوم به مؤسسات حقوق الإنسان، لاسيما في مجال الرصد والتوثيق، حيث تستخدم هذه المؤسسات أدوات التوثيق المختلفة، الكفيلة بالوقوف على حقيقة ما يجري على الأرض من انتهاكات لحقوق الإنسان.
دأب مركز الميزان لحقوق الإنسان، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى على رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، التي ارتقت لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وحرص على الدوام على التمسك بالموضوعية والنزاهة في توثيقه، منطلقاً من فهم مفاده 'أن الحقيقة وحدها قادرة على الصمود والتعبير عن نفسها'.
وسعى المركز في توثيقه إلى تجاوز الأضرار المباشرة، التي لحقت بالضحايا وأسرهم، التي تأخذ في الاعتبار الجانب القانوني، إلى رصد وتوثيق الآثار الاجتماعية والاقتصادية، والآثار على فئات بعينها كالإناث والأطفال.
وبرزت فكرة إصدار كتيب إحصائي، يقدم مادة علمية يمكن الاستفادة منها والرجوع إليها من قبل الجهات المختصة والباحثين.
وتم الانتهاء من مرحلة الإعداد، إلا أن المركز حرصَ على أن يغطي هذا الإصدار فترة عامين، الأمر الذي سيؤخر صدوره إلى الأسبوع الأول من شهر نوفمبر للعام 2002.
ويبرز هذا الإصدار الروابط والعلائق المختلفة، بين الآثار المباشرة للخسائر والأضرار، والآثار غير المباشرة، وبين الأبعاد القانونية والاقتصادية والاجتماعية.
وتأتي الأرقام والإحصاءات الواردة في هذا التقرير، لتكون بمثابة خلاصة موجزة وأولية، لما سيتناوله الكتيب الإحصائي (الانتفاضة في أرقام).