22 يوليو 2014
واصلت قوات الاحتلال استهداف مراكز الإسعاف وسيارات الإسعاف والمستشفيات كما واصلت عرقلة عمليات نقل وإخلاء الجرحى وتعريض حياة طواقم الإسعاف للخطر حيث قتلت اثنين من طواقمها.
وفي تصعيد هو الأخطر استهدفت المدفعية التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمتمركزة عند حدود الفصل شرق المحافظة الوسطى، بعدة قذائف مدفعية مباني في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وقد جاء القصف في وقت كان المستشفى يعج فيه بالجرحى والمرضى والزائرين مما أسفر عن وقوع ثلاثة شهداء على الأقل، وعشرات الجرحى.
ووفقاً للتحقيقات الميدانية، فعند حوالي الساعة 14:30 من مساء يوم الاثنين الموافق 21/7/2014، قصفت المدفعية المتمركزة عند حدود الفصل عدة قذائف مدفعية استهدفت فيها منازل ومباني سكنية تقع في محيط مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، حيث أصابت إحدى القذائف المدفعية الطبقة الثالثة من بناية يملكها عبد الله الفليت (45 عاماً)، تقع غرب مستشفى شهداء الأقصى مما تسبب في وقوع اصابات حيث قام الأهالي بنقل الجرحى إلى المستشفى، تزامن ذلك مع قصف بناية سكنية أخرى يملكها نعيم جابر صرصور (37 عاماً)، والقريب أيضاً من المستشفى حيث أصابت إحدى القذائف الطابق الثالث مما تسبب في وقوع إصابات بين سكان الشقة وهم من عائلة الناعوق، فقام الأهالي والجيران بنقل الجرحى للمستشفى القريب من مساكنهم وتوافد الجيران كونهم قريبين للاطمئنان على الجرحى، وفي التوقيت نفسه قصفت المدفعية منزل يقع بالقرب من مستشفى الأقصى يعود لعائلة الزريعي فقام جيران البناية خاصة أصحاب المنازل المسقوفة (بالأسبستوس)، بالهرب من منازلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى القريب معتقدين أن قصفه بالقذائف هو بمثابة تحذير لتدميره، ومن هذه الأسر عائلة أبو دحروج، فأصبح في داخل المستشفى أعداد كبيرة من جيران المستشفى من الأطفال والنساء والرجال، وما زاد من كثافة الأعداد هو لجوء عدة عائلات باكراً إلى المستشفى خاصة ممن يسكنون المناطق الشرقية التي تتعرض لقصف مدفعي مكثف.
وفي هذه اللحظات شرعت قوات الاحتلال بقصف مباني المستشفى بقذائف المدفعية، حيث اصابت إحدى القذائف قسم الجراحة والعمليات في الطابق الثالث من الناحية الشرقية، وقذيفة أخرى اصابت قسم القبالة (الولادة)، وقذيفة أخرى اصابت مبنى الإدارة، ورابعة اصابت المنور.
ونظراً لكثافة القذائف فقد أصيب العشرات من المتواجدين في المستشفى بجروح، واستشهد على الأقل ثلاثة مواطنين من بينهم مريض كان يتواجد في المستشفى واثنين من الزائرين.
ومن بين الجرحى الذي يقدر عددهم بحوالي (40) حوالي (15) من العاملين في مستشفى شهداء الأقصى من الاطباء والسائقين وعمال شركة النظافة.
كما تضررت ثلاثة سيارات إسعاف، ومركبات خاصة للموظفين.
هذا واستشهد في القصف ثلاثة أشخاص، هم الطفل علاء عبد المجيد أبو دحروج (17 عاماً)، وزكريا إبراهيم شكشك، (29 عاماً) وهما من سكان البنايات المجاورة للمستشفى حيث قتل الأول بعد أن لجأ للمستشفى فيما قتل شكشك داخل شقته، وخالد عوض أحمد بيومي، (34 عاماً) كان في زيارة لأحد المرضى من أقاربه في المستشفى.
ووفقاً لأقوال عائلة الشهيد الطفل علاء أبو دحروج ، والذي يقطن بالقرب من المستشفى، فقد اصابت قذيفة منزل مقابل واعتقدوا أنه تحذير لتدميره فهرب الشهيد ووالده ووالدته وأشقاءه وأقاربه وتوجهوا إلى المستشفى للبحث عن مكان أمن، ففوجئوا بكثافة القذائف المدفعية التي تسقط على المستشفى مما تسبب في استشهاد علاء واصابة والده ووالدته وأقاربه بجروح.
وفي أعقاب القصف شرعت سيارات الإسعاف في محالة إخلاء الجرحى فأصيب ثلاثة منهم بجروح وصفت جراح اثنين منهم بالخطيرة.
وعليه قررت إدارة المستشفى إخلاء جميع الجرحى والمرضى وتوزيعهم على مستشفى دار الشفاء بغزة، ومستشفى ناصر بخان يونس، والمستشفى الأوروبي.
وقد تعطلت أقسام العمليات والحواسيب جراء القصف، ولم يعد بمقدور طواقم المستشفى حصر أعداد الجرحى وتفاصيل الشهداء حيث شوهد وجود ثلاثة شهداء تم التعرف على تفاصيل الشهيد أبو دحروج فقط.
وهذا وقد تضررت الأسرَّة، وشبكات الكهرباء والنوافذ وأجهزة طبية في المستشفى.
يذكر أن مستشفى شهداء الاقصى يقدم خدماته لسكان عشرة تجمعات سكنية، لكونه المستشفى الوحيد في المحافظة الوسطى.
وفي جريمة أخرة في السياق نفسه قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بدون طيار بصاروخ واحد، عند حوالي الساعة 1:58 من مساء يوم الاثنين الموافق 21/7/2014 مجمع ناصر الطبي، الكائن غربي خانيونس، حيث سقط الصاروخ بالقرب من مبنى مبارك الخاص بالأطفال والنساء في مستشفى ناصر، ما أدى إلى أضرار جزئية في المبنى، ولكن العمل استمر بالرغم من حالة الخوف الشديد التي أصابت الطواقم الطبية العاملة في المستشفى والمرضى المتواجدين فيه.
وكانت قوات الاحتلال قصفت بالقذائف المدفعية عند حوالي الساعة 8:30 من صباح يوم الأحد الموافق 20/7/2014، سيارة إسعاف تابعة للخدمات الطبية الفلسطينية ما أدى إلى استشهاد المسعف فؤاد زهير جابر (35 عاماً)، من سكان شمال قطاع غزة، كما أدى القصف إلى تدمير السيارة بشكل كلي، وكانت سيارة الإسعاف تحاول الوصول إلى شارع المنصورة شرق المدينة لورود أنباء عن وجود شهداء ومصابين في الشارع، ولكن قوات الاحتلال استهدفتهم قبل وصولهم.
وفي جريمة أخرى قصفت المدفعية الإسرائيلية سيارة أخرى تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بعد حوالي نصف ساعة من استهداف سيارة الإسعاف الأولى أي عند حوالي الساعة 8:30 من صباح يوم الأحد الموافق 20/7/2014، وكانت تحاول هي الأخرى الوصول إلى الجرحى شرق حي الشجاعية ما أدى إلى استشهاد المتطوع في الإسعاف ابراهيم سالم السحباني (22 عاماً).
كما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية والمدفعية، مستشفى بيت حانون وأطقم الإسعاف والدفاع المدني في محافظة شمال غزة، ما تسبب في إعاقة عمل الأطقم، وتهديد حياتهم بالخطر، ناهيك عن تأخير التنسيق من أجل دخول سيارات الإسعاف إلى مناطق الأحداث وإجلاء الشهداء والجرحى، ومنعهم بحجة أن المنطقة عسكرية مغلقة.
كما تعاني المستشفى من صعوبة تنقل وحركة أطقمها، والنقص في المستلزمات الطبية الاستهلاكية، من انقطاع التيار الكهربائي المتكرر ولفترات طويلة.
ورصد باحثو المركز هذه الحوادث على النحو التالي:
قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بدون طيار، بصاروخ واحد على الأقل، عند حوالي الساعة 12:35 من مساء الجمعة الموافق 18/7/2014، الطابق الثالث العلوي من مبنى إدارة مستشفى بيت حانون، ما تسبب في تضرر المبنى، وطالت الأضرار قسم الاطفال الكائن في المبنى نفسه.
دون وقوع إصابات.
ولكن القصف أعاق العمل الفني والإداري في المستشفى.
أطلقت مدفعية قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل حدود الفصل الشمالية، قذيفة، عند حوالي الساعة 16:30 من مساء يوم الجمعة الموافق 18/7/2014، سقطت عند المدخل الجنوبي للمستشفى، ما تسبب في تضرر محطة الأكسجين الكائنة على المدخل، رغم أن القذيفة لم تنفجر، دون وقوع إصابات.
فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة شمال شارع حمد في بيت حانون بمحافظة شمال غزة، نيران أسلحتها الرشاشة، عند حوالي الساعة 23:55 من مساء يوم السبت الموافق 19/7/2014، تجاه سيارتي إسعاف تتبعان جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كانتا قد ذهبتا لنقل حالات مرضية من مركز إيواء المهجرين قسرياً- الذي تفتحه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) في المدرسة الابتدائية المشتركة (أ،د) الكائنة في منطقة 'قاعة البير'- ما تسبب في إصابة بدن إحدى السيارات بثلاث أعيرة نارية، دون وقوع إصابات.
أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل حدود الفصل الشمالية، قذيفة مدفعية، عند حوالي الساعة 00:30 من فجر يوم الاثنين الموافق 21/7/2014، سقطت جوار سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كانت في مهمة منسقة مسبقاً لإخلاء جرحى في شارع المصريين شرقي بيت حانون، وسقطت القذيفة في منطقة رملية على بعد أمتار من السيارة، وحفظت العناية الإلهية طاقمها من الخطر المحدق.
أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل حدود الفصل الشمالية، قذيفة مدفعية، عند حوالي الساعة 1:30 من فجر يوم الثلاثاء الموافق 22/7/2014، سقطت جوار قافلة تضم ثلاث سيارات إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كانت في مهمة منسقة مسبقاً لإخلاء جرحى ومواطنين من منطقة الثلاجة شرق المنطقة الصناعية في بيت حانون، ما تسبب في إصابة أحد المواطنين الذين كانت تنقلهم سيارة الإسعاف وهو داخلها، وتضررت السيارات الثلاث بشكل جزئي.
أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل حدود الفصل الشمالية، قذيفة مدفعية، عند حوالي الساعة 2:30 من فجر يوم الثلاثاء الموافق 22/7/2014، سقطت في حديقة المستشفى قبالة قسم الاستقبال والطوارئ، ما تسبب في إصابة المواطن: بلال محمد أحمد السبع (34 عاماً)، بشظايا في الرقبة والصدر، وذلك أثناء تواجده عند مدخل قسم الاستقبال، ووصفت المصادر الطبية في المستشفى جراحه بالمتوسطة.
وأحدث انفجار القذيفة أضراراً في النوافذ.
كما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قذيفتين مدفعيتين، عند حوالي الساعة 8:30 من صباح يوم الثلاثاء الموافق 22/7/2014، سقطت إحداها أمام مدخل قسم الاستقبال والطوارئ، والثانية أصابت بوابة مدخل مبنى الإدارة الخشبي، ما تسبب في اشتعال النيران في المدخل.
وأحدثت الانفجارات أضراراً جزئية في نوافذ المستشفى.
ويشكل استمرار استهداف قوات الاحتلال للمستشفيات وأفراد الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الإنساني، ولاسيما اتفاقية جنيف الرابعة التي تفرض حماية خاصة للمستشفيات وأفراد الطواقم الطبية العاملين فيها، وكذلك طواقم الإسعاف التي تتولى مهام نقل وإخلاء الجرحى والمرضى من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، وفقاً لنص المواد (16، 17، 18، 19، 20، 21) من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب.
حيث تنص المادة (18) على 'لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات' الأمر الذي تؤكده المادة (20) حيث تنص على 'يجب احترام وحماية الموظفين المخصصين كلية بصورة منتظمة لتشغيل وإدارة المستشفيات المدنية، بمن فيهم الأشخاص المكلفون بالبحث عن الجرحى والمرضى المدنيين والعجزة والنساء النفاس وجمعهم ونقلهم ومعالجتهم.
.
.
'
مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره الشديد لجرائم الحرب الإسرائيلية المتصاعدة بحق المنشآت الطبية والمستشفيات والطواقم الطبية، ويؤكد أن استهداف الطواقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وعرقلة ومنع عمليات نقل وإخلاء الجرحى والمرضي تشكل جرائم حرب كونها تمثل انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنسان.
مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي للتحرك العاجل والفاعل لوقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد وحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولاسيما قطاع غزة.
والمركز يدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التحرك لضمان تسهيل مهام عملها وضمان احترام الحماية الواجبة في القانون الدولي للمستشفيات والطواقم الطبية وعمليات نقل وإخلاء الجرحى والمرضى.
انتهى
هذا وقد سبق لمركز الميزان نشر معلومات حول القصف المتكرر لمستشفى الوفاء، وجمعية مبرة الرحمة للاطلاع عليه اضغط/ي الرابط:
http://www.
mezan.
org/ar/details.
php?id=19227&ddname=IOF&id_dept=9&id2=9&p=center