بيانات صحفية

قوات الاحتلال تسعى لقتل الحقيقة

شيرين أبو عاقلة تدفع حياتها ثمناً لاستمرار الحصانة وازدواجية معايير المجتمع الدولي

    شارك :

11 مايو 2022 |المرجع 25/2022

أفاق الفلسطينيون والصحافيون وكل حر حول العالم على فاجعة قتل الصحافية المتميزة والمخضرمة شيرين أبو عاقلة، التي أردتها قوات الاحتلال  برصاصة صباح اليوم الأربعاء الموافق 11/05/2022، وأشار شهود العيان من الصحافيين بما فيهم زملاء شيرين وخاصة زميلها على السمودي الذي أصيب برصاصة في ظهره، والذي بثت قناة الجزيرة وغيرها من القنوات الفضائية شهاداتهم على الهواء مباشرة  أن فريق الجزيرة تواجد مع مجموعة من الصحافيين في محيط مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، قرب مخيم جنين، وكان الجميع يرتدي وسائل الحماية كالخوذة والدرع وكانت شارة الصحافة واضحة على الخوذ والدروع. وأشار السمودي أن المنطقة كانت تشهد هدوءاً ولم يكن هناك اشتباكات ولم يتواجد في محيط الصحفيين أي شخص لا مدني ولا عسكري، كما أن موضع الإصابة من الجسم أسفل الأذن، في المنطقة غير المحمية لا بالخوذة ولا بالدرع يشير إلى أن استهداف شيرين قد يكون القتل فيه متعمداً ومقصوداً وليس قتلاً عشوائياً.

 

وتشكل جريمة قتل أبو عاقلة دليلاً إضافياً على الاستهداف المنظم الذي يتعرض له الصحافيون والصحافيات ووسائل الإعلام المختلفة، خلال محاولاتهم نقل حقيقة ما تقوم به تلك القوات من انتهاكات قد ترقى لمستوى جرائم الحرب، ويستحضر المركز عشرات جرائم تعمد قتل الصحافيين والصحافيات ومن بينهم فضل شناعة مصور وكالة رويترز الذي استهدفته قذيفة بشكل مباشر وتمكنت كاميرته من توثيق الجريمة التي وقعت عند حوالي الساعة 6:45 من صباح الأربعاء 16/04/2008، وهو وقت مشابه لوقت استهداف أبو عاقلة. كما يستحضر المركز تعمد قتل المصور الصحافي ياسر مرتجى بتاريخ 07/04/2018، بعد إصابته برصاصة أسفل البطن في منطقة لا يحميها الدرع، وفي الحالتين كانت شارة الصحافة واضحة والصحفي يرتدي وسائل الحماية تماماً كما كانت الشهيدة أبو عاقلة.

 

هذا وبالرغم من الاستهداف المنظم للصحافيين والصحافيات ووسائل الإعلام بما في ذلك الهجوم على المقرات وتدميرها، تتواصل الحصانة والإفلات من العقاب ويصمت المجتمع الدولي، بالرغم من قتل حوالي (48) صحافي منذ عام     2000 وفقاً للجنة حماية الصحافيين في نقابة الصحافيين، لم تكلف سلطات الاحتلال نفسها عناء فتح تحقيق جدي ولم يدن أي جندي على هذه الجرائم، وفي هذا السياق تلقى مركز الميزان رداً بتاريخ 3/5/2022 بإغلاق التحقيق في قتل الصحافي مرتجى دون إدانة أحد أو تحمل مسئولية جبر الضرر رغم اعترافها أن مرتجى قتل برصاص قواتها.

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعزي عائلة الفقيدة أبو عاقلة، وإذ يعزي أسرة الجزيرة والصحافيين/ات عموما، فإنه يطالب المحكمة الجنائية الدولية باتخاذ خطوات فعالة في التحقيق في الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين في الأرض الفلسطينية المحتلة والتي كانت الشهيدة أبو عاقلة أخر ضحاياها.

 

إن استمرار المجتمع الدولي في اتباع سياسة ازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر في الأرض الفلسطينية المحتلة أمر يثير الاشمئزاز، ويظهر انحياز المجتمع الدولي، الذي لا يحرك ساكن لضمان احترام القانون الدولي في هذه المنطقة من العالم ومعاقبة منتهكيه بعد مرور نحو 74 عاماً على نكبة فلسطين، فيما يقف على قدم واحدة لفتح تحقيق في الجرائم المرتكبة في الصراع الروسي الأوكراني المستجد.

مركز الميزان يجدد تأكيده على أن قتل الصحافية أبو عاقلة شكل انتهاكاً جسيماً لمبادئ حقوق الإنسان، ولاسيما المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

كما شكل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، التي كفلت الحماية للصحافيين في وقت الحرب بوصفهم مدنيين، وفقاً لنص المادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف الصادرة في العام 1949 بشأن حماية المدنيين وقت الحرب حيث نصت على: 'يعد الصحافيون الذين يباشرون مهام مهنية خطرة في مناطق المنازعات المسلحة أشخاصاً مدنيين ويجب حمايتهم بهذه الصفة'.

ويجدد مركز الميزان مطالبته المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين والصحافيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما يجدد دعوته الاتحاد الدولي للصحافيين والاتحادات والمؤسسات الصحافية الدولية والإقليمية والعربية إلى تفعيل تضامنهم وأنشطتهم الضاغطة على حكوماتهم للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومن أمروا بارتكاب هذه الجرائم ولاسيما جريمة قتل مراسلة الجزيرة شرين أبو عاقلة.

 

انتهى