بيانات صحفية

قوات الاحتلال تحول المدنيين إلى هدف حربي

مركز الميزان يستنكر العدوان وجرائم الحرب الإسرائيلية ويطالب المجتمع الدولي بتدخل عاجل

    شارك :

20 مايو 2021 |المرجع 48/2021

التوقيت: 10:00 القدس

 

شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الاثنين 10 أيار/ مايو 2021، في غارات جوية مكثفة على مناطق مختلفة من القطاع، وواصلت تصعيد هجماتها خلال 11 يوماً، واستهدفت مدنيين ومنازل وأبراج سكنية وتجارية، ومصانع وأراضي زراعية ومواقع أمنية، ومنشآت خاصة وعامة ومرافق حيوية وبنى تحتية. أسفرت هذه الهجمات المكثفة حتى اليوم العاشر من العدوان عن استشهاد (220) مواطناً، من بينهم (63) طفلاً، و(36) سيدة، تبلغ نسبتهم حوالي (45 %) من إجمالي عدد الشهداء. كما أصيب (1112) آخرين بجراح مختلفة، من بينهم (249) طفلاً، و(177) سيدة، تبلغ نسبتهم من مجمل المصابين حوالي (38.31%). في حين بلغ عدد البنايات السكنية المستهدفة (140) بناية، من بينها (6) أبراج، دمرت (3) منها بشكل كلي، وبلغ مجموع الوحدات السكنية المدمرة كلياً (437) وحدة سكنية، ومئات الوحدات السكنية الأخرى بشكل جزئي.

 

لقد ارتكبت قوات الاحتلال خلال عدوانها المستمر على قطاع غزة العديد من الجرائم التي ترقى لمستوى جرائم الحرب، وكانت الهجمات الأكبر والأعنف تجاه الأعيان المدنية لا سيما منازل المدنيين الآمنين المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني، والذين شكلوا ومنازلهم هدفاً لقوات الاحتلال على مدار أيام العدوان. وتشير الأرقام والنسب التي يعرضها مركز الميزان لحقوق الإنسان إلى أن حوالي (40%) من مجمل الشهداء والمصابين هم من فئة الأطفال والنساء الذين يحتمون بمنازلهم في أوقات الهجمات. وتظهر الأعداد الكبيرة للمنازل المدمرة، وتركيز عمليات القصف ليلاً، تعمد قوات الاحتلال هدم المنازل فوق رؤوس قاطنيها لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف المدنيين.

 

وتشير عمليات الرصد التي يباشرها مركز الميزان لحقوق الإنسان، إلى أن ما يزيد عن (48%) من مجموع شهداء العدوان حتى اليوم العاشر منه، والبالغ عددهم (220) شهيداً، قضوا داخل منازلهم جراء استهدافها دون إنذار مسبق، بواقع (106) شهيداً، من بينهم (41) طفلاً، و (32) سيدة.

 

في حين، شكل استهداف وقتل أسر بأكملها، واحدة من أبرز سمات العدوان الحالي على غزة، وتشير إحصائيات المركز بهذا الخصوص إلى أن (19) أسرة فقدت خلال العدوان من (2) شهيد، حتى (21) شهيداً، بحيث لم يتبقى من الأسرة النووية من الأسر المستهدفة في بعض الحالات إلا ناجي واحد.

 

ويشير حساب أوقات استهداف المنازل والأسر بداخلها إلى أن ما يزيد عن (80%)، من الهجمات التي أسفرت عن سقوط ضحايا بين أفراد تلك الأسر كانت في الفترة الزمنية من حوالي الساعة 17:00 مساءً، وحتى حوالي الساعة 5:00 فجراً، وبأن النسبة الأكبر من المنازل وأسرها استهدفت في الفترة الزمنية من حوالي الساعة 23:00 ليلاً، وحتى الساعة 4:30 فجراً، أي أن الهجمات كانت تحصل وتتركز في ساعات متأخرة من الليل وساعات الفجر الأولى، وهذا الوقت الذي تكون فيه عادة معظم الأسر في منازلها، ما يؤكد نية قوات الاحتلال التنكيل بالمدنيين وتعمد إيقاع أكبر الخسائر في صفوفهم.

 

جدول يوضح أعداد ضحايا أبرز الأسر المستهدفة مرتبة حسب عدد الشهداء من الأكثر فالأقل[1]

العائلة

عدد الشهداء

الأطفال منهم

النساء منهم

مكان الحدث

تاريخ الحدث

الكولك

21

8

6

غزة

16/5/2021

أبو العوف

9

2

5

غزة

16/5/2021

الطناني

6

4

1

بيت لاهيا

13/5/2021

الإفرنجي

5

4

1

غزة

16/5/2021

اشكنتنا

5

4

1

غزة

16/5/2021

شرير

4

2

1

غزة

12/5/2021

العطار

4

3

1

بيت لاهيا

14/5/2021

الحديدي

4

3

1

غزة

15/5/2021

أبو حطب

4

3

1

غزة

15/5/2021

أمن

4

0

3

مشروع بيت لاهيا

13/5/2021

الرنتيسي

3

1

1

رفح الجنينة

13/5/2021

 

يأتي هذا التصعيد في استهداف المنازل وتدميرها فوق رؤوس ساكنيها، بعد استهداف قوات الاحتلال البنايات متعددة الطبقات "الأبراج السكنية" في قطاع غزة، الذي ظهر كوسيلة من وسائل ردع وترهيب المدنيين، واستخدامها كثافة نارية وصواريخ وقنابل ذات قدرات تدميرية عالية بهدف توسيع رقعة الأضرار والضحايا، في مخالفة واضحة لكل الأعراف والمواثيق الدولية.

 

وفي هذا السياق يقول (م. ع) (46 عاماً)، وهو أحد الناجين من حادث تدمير منزله بشكل جزئي بالغ في مدينة غزة بتاريخ 16/5/2021،

(أين نذهب، لا مكان نستطيع اللجوء إليه، لا مكان نختبئ فيه، لا يوجد إلا منازلنا التي تدمر فوق رؤوسنا دون ذنب، لقد دمر منزلي بعد استهداف منازل جيراننا، وأحمد الله أن أسرتي لم تصب بأذى، لقد كنت أنا وأسرتي المكونة من خمسة أفراد ومن بينهم ثلاثة أطفال، نتجمع في ممر المنزل وننام هناك منذ اليوم الثاني للحرب على غزة، لأني اعتقد أنها من  أكثر الأماكن أمناً داخل البيت،... وفي تلك الليلة التي دمر فيها منزلي، صحوت أنا وزوجتي وأبنائي فجأة على صوت انفجار كبير، وملأ الغبار المنزل، حتى أننا لم نستطيع الرؤية أو التنفس، وجعلت يدي تتحسس أطفالي وزوجتي لعل أحدهم أصيب، وصوت صراخهم جعلني أطمئن عليهم، خرجنا بسرعة من المنزل، ورأيت الشارع وعدد من منازل الجيران مهدمة، وسمعت أصوات صراخ الجيران ورأيتهم وهم يهرولون باتجاه المنازل المستهدفة من أجل إزالة الركام ومحاولة إنقاذ من هم تحت الأنقاض، وبالنسبة لنا، فقد توجهنا إلى منزل أخي ويقطن في منطقة أخرى، وبعد يوم من الاستهداف، عرفت بأن عدداً كبيراً من قاطني المنازل المستهدفة من جيراننا قد استشهدوا وأصيب العشرات، ... لقد نجوت وأسرتي هذه المرة، ولكن في المرة القادمة ما هو مصير أطفالي، هذا ما يشغل بالي دائماً).

 

هذا وتواصل قوات الاحتلال تكثيف وتوسيع نطاق غاراتها الجوية، ولم تعد منطقة سكنية أو بقعة جغرافية في غزة آمنة أو بعيدة عن الاستهداف، بما فيها الأعيان التي تتمتع بحماية خاصة ولا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين وفقاً لقواعد القانون الدولي، فقد استهدفت قوات الاحتلال البنية التحتية في قطاع غزة من شوارع رئيسية وشبكات كهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي ومكبات النفايات، ومقرات بلدية ومستشفيات ومدارس، وأراضي زراعية، ومزارع الطيور والماشية. كما أغلقت المعابر ومنعت دخول الغذاء والدواء والوقود، ومنعت خروج المرضى وأصحاب الحاجات الإنسانية، ما ينذر بكارثة إنسانية محققة نتيجة هذه الجرائم، وسنوات طويلة من الحصار المشدد الذي طال جميع مناحي الحياة، ويتهدد حياة ليس فقط من تستهدفهم بشكل مباشر من خلال هجماتها، بل حياة نحو (2) مليون من السكان في قطاع غزة.

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يجدد استنكاره الشديد للعدوان الإسرائيلي وأعمال التدمير والقتل المتواصلة وانتهاك قواعد القانون الدولي لاسيما مبدأ التناسب والتمييز والضرورة الحربية، فإنه يؤكد في الوقت ذاته على أن قتل أسر بأكملها وتدمير مساكنهم على هذا النحو من التعمد وبشكل منظم، يشكل جرائم واضحة المعالم ومكتملة الأركان. كما أن تهجير عشرات آلاف المدنيين قسراً عن منازلهم جراء استهدافها في ظل عدم وجود ملاجئ آمنة تحفظ حياة البشر وكرامتهم، هو انتهاك خطير لقواعد القانون الدولي.

 

ويؤكد المركز على أن المدنيين الفلسطينيين عموماً، والأطفال والنساء والمسنين خصوصاً، هم من يدفعون من دمائهم ثمن عجز المجتمع الدولي عن مواجهة الجرائم الإسرائيلية التي يبدو أنها ستستمر وتتصاعد إن لم يتحرك المجتمع الدولي، لأن الشعور بالحصانة يفتح شهية القتل، ما ينذر بارتكاب جرائم أكثر بشاعة وقسوة.

 

وعليه، فإن المركز يطالب بالتالي:

  • المجتمع الدولي لا سيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة القيام بواجبها القانوني والأخلاقي ووقف العدوان وحماية أرواح المدنيين.
  • المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية السيدة فاتو بنسودا، وفقاً لنظام روما الأساسي، بالتحقيق في الجرائم الإسرائيلية لا سيما استهداف المساكن وقتل أسر بأكملها، ومحاسبة كل من نفذ أو أمر بارتكاب هذه الجرائم.
  • شعوب العالم والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني والمحبين للعدالة والسلام، بتكثيف حراكهم الشعبي سلمياً للتضامن مع المدنيين في قطاع غزة والضغط على حكوماتهم للتحرك العاجل لوقف العدوان.

انتهى

 


[1] . تجدر الإشارة إلى أن الجدول المرفق يشكل بعض الأسر المستهدفة التي سقط منها ثلاثة شهداء أو أكثر، في حين تبقى عدد قليل من الأسر التي لم يأتي الجدول على ذكرها، وذلك إلى حين استكمال جمع المعلومات اللازمة عنها.