أخبار صحفية

الميزان يدلي بشهادته أمام لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة

    شارك :

18 يونيو 2019 |المرجع 21/2019

أدلى مركز الميزان لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء الموافق 18 تموز (يوليو) 2019، بشهادته أمام لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة. وتناولت الشهادة الفترة بين اجتماعي اللجنة، حيث تعقد اللجنة لقاءاتها في العاصمة الأردنية عمان من الفترة 17 إلى 19 تموز الجاري، وكان لقاء المركز عبر خدمة سكايب.

وقدم شهادة مركز الميزان لحقوق الإنسان الأستاذ يامن المدهون، الذي بدأ حديثه بالترحيب في اللجنة وأعضائها وعبر عن تمنياته لها بالنجاح في مهمتها. ومن ثم استعرض المدهون في شهادته أبرز التطورات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما قطاع غزة، خلال الفترة الممتدة من 1 تموز (يوليو) 2018 وحتى 17 تموز (يوليو) الحالي.

 

واستعرضت شهادة المركز استمرار الحصانة وغياب الملاحقة عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة كواحدة من أبرز التحديات التي تواجه أوضاع حقوق الإنسان وتسهم في تصعيد انتهاكاتها. وشدد على أن غياب المحاسبة أسهم ولم يزل في تصعيد الانتهاكات الإسرائيلية وتحللها من أبسط التزاماتها بموجب القانون الدولي. وركزت شهادة المركز على استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على قطاع غزة منذ نحو اثنا عشر عاماً، وآثاره الإنسانية الكارثية.

 

وأكد المركز على أن الحصار وجملة الانتهاكات الإسرائيلية الأخرى انعكست سلبياً على واقع الحقوق الاقتصادية، ولاسيما استمرار معوقات الوصول إلى الرعاية الصحية التي أفضت خلال الفترة التي تغطيها الشهادة إلى وفاة مريضين اثنين، من بينهما سيدة، وفقاً لتوثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان.

 

كما استعرض المدهون أوضاع الفقر والبطالة، حيث بلغت نسبة البطالة وفقاً للإحصاءات الرسمية (52%) بين القوى العاملة في قطاع غزة، وتجاوزت نسبتها في أوساط الشباب (67%)، فيما تجاوزت (85%) في صفوف النساء. وتكاد تكون البطالة في صفوف الخريجين شاملة. ولفت إلى أن هذه الأرقام قد لا تعبر بدقة عن الواقع في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يعانيه قطاع غزة، والتوسع غير المسبوق في أعداد الفقراء، واستمرار غياب الأمل في تغيير الأوضاع في قطاع غزة.

 

كما استعرض استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي حيث أصبح برنامج الكهرباء اليومي (8 ساعات وصل على الأكثر مقابل 8 ساعات فصل)، الأمر الذي ينعكس سلبياً على أوجه الحياة كافة في قطاع غزة. وتناول التداعيات السلبية لنقص امدادات الطاقة الكهربائية، التي كان لها أثر بالغ في تفاقم مشكلة التلوّث، حيث بلغت معدلات تلوث مياه البحر (75%) من إجمالي شواطئ القطاع. والقطاعات المختلفة كالاقتصاد، والرعاية الصحية، والسكن، والتزود بالمياه. ووصف الشقق السكنية بأنها تتحول إلى سجون لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، في ظل انقطاع المياه وتوقف المصاعد.

 

وأكد على أن إسرائيل نجحت في تحويل قطاع غزة إلى معزل ومعتقل كبير أمام صمت المجتمع الدولي، في ظل غياب الحماية وغياب أي أفق يمنح الفلسطينيين أمل في انتهاء معاناتهم الإنسانية، ما دفع إلى التحرك الجماهيري السلمي فيما أطلق عليه مسيرات العودة الكبرى. وبالرغم من أن المسيرات كانت سلمية بالكامل، ولم تنطوي على أي تهديد على أمن وسلامة القوات المحتلة إلا أنها جوبهت باستخدام مفرط للقوة والقوة المميتة. وشدد على أن نوايا سلطات الاحتلال كانت واضحة في استخدام القوة المفرطة والمميتة من خلال أعداد القتلى والمصابين واستهدافهم للأطفال والنساء ولأراد الطواقم الطبية والصحافيين.

 

واستعرض المدهون حصيلة عمليات الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ انطلاق مسيرات العودة بتاريخ 30/03/2018، وحتى الآن، (310) شهيداً، من بينهم (12) شهيداً تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثثهم، منهم (4) أطفال، ومن بينهم (207) قتلوا خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، من بينهم (44) طفلاً، وسيدتين، و(9) من ذوي الإعاقة، و(4) مسعفين، وصحافيين اثنين. كما أصيب (16831)، من بينهم (3905) طفلاً، و(753) سيدة، و(198) مسعف، و(170) صحافي، ومن بين المصابين (8490) أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم (1692) طفل، و(164) سيدة.

 

 وأشار إلى استمرار تحكم قوات الاحتلال الإسرائيلي الفعال والمطلق في المعابر واستخدام معبر بيت حانون كمصيدة لاعتقال الفلسطينيين ولاسيما المرضى ومرافقيهم حيث أشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت (71) فلسطينياً خلال الفترة التي تغطيها الشهادة، من بينهم (15) اعتقلوا من معبر بيت حانون (إيرز) من بينهم مرافقي مريضين.

 

وشدد مركز الميزان في شهادته على الحاجة المتزايدة لمرضى القطاع للوصول إلى المستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس في ظل الحصار الذي يحول دون قدرة قطاع الصحة على تلبية حاجات السكان. ولفت المركز إلى استمرار عمليات الابتزاز الدائمة لأصحاب الحاجات الإنسانية ممن يحاولون السفر عبر معبر إيرز. هذا في ظل التدهور المضطرد في أوضاع الخدمات الصحية، التي فاقم من أزمتها عدد الجرحى والمصابين الهائل الذين سقطوا خلال المشاركة في مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في 30 آذار/ مارس 2018.

 

واستعرض المدهون معاناة الصيادين من استمرار القيود المفروضة على البحر واستهدافهم المنظم، حيث أشار إلى أن الصيادين تعرضوا إلى (328) انتهاكاً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تعرضوا خلالها لعمليات إطلاق في  (323) مرة، قتل خلالها  صياد واحد، وجرح (19) آخرين، واعتقلت (63) صياداً من بين إجمالي المعتقلين تعسفياً. كما استولت تلك القوات على (23) قارباً من قوارب الصيد، وخربت قوارب ومعدات صيد كالشباك وكشافات الإنارة الخاصة بقوارب الصيد في (11) حالة.

 

وفي حتام شهادته، شكر الأستاذ يامن المدهون رئيس وأعضاء لجنة الأمم المتحدة على جهودهم، وتمنى لهم النجاح في مهمتهم الحالية. ونوه إلى أن مركز الميزان أرسل مجموعة من الوثائق- الصادرة عنه - وهي وثائق تحيط بأوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، والتي قد تساعد اللجنة في مهمتها. وبدورها شكرت اللجنة مركز الميزان على تعاونه وعلى المعلومات المهمة التي قدمها للجنة.

انتهى