تقارير و دراسات

الأطفال في دائرة الاستهداف

تقرير احصائي يتناول الانتهاكات الموجهة ضد الأطفال في أوقات النزاع المسلح في قطاع غزة خلال النصف الأول من العام 2018.

    شارك :

24 يوليو 2018

تعتبر شريحة الأطفال الأكثر تأثراً واستهدافاً في أوقات النزاع المسلح نظراً لحاجتهم الماسة للاعتماد على الغير لتلبية حاجاتهم الذاتية، وعدم استطاعتهم اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على حياتهم وتلبية اجتياجاتهم بأنفسهم، لذلك لا تقتصر الانتهاكات الموجهة لحقوق الأطفال على الانتهاكات المباشرة مثل القتل والاصابة، بل إن استهداف الوالدين والمنزل والمدرسة والمستشفى، يؤثر بشكل مباشر على حياة الأطفال ويجعلهم عرضة لمختلف أنواع الانتهاكات، بل ويشكل مساساً جدياً بجملة حقوق الإنسان بالنسبة للأطفال.

وترتبط عمليات استهداف الأطفال بشكل واسع بوجود نزاع مسلح، بغض النظر عن طبيعة هذا النزاع، وما ينتج عنه من تكوين جماعات مسلحة وتجهيزات عسكرية قد تلعب دوراً في توسيع دائرة الخطر حول الأطفال، سواء باستهدافهم أو تجنيدهم أو استغلالهم.

وتشكل الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالأخص في قطاع غزة شاهداً حياً على ذلك. فقد مست قوات الاحتلال وبشكل جوهري بجملة حقوق الإنسان بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة ولا سيما الأطفال والنساء، وتنوعت تلك الانتهاكات من قتل وإصابة واعتقال إلى تدمير المنازل وتهجير أصحابها واستهداف المستشفيات والمدارس ومنع وصول المساعدات الإنسانية.

يأتي هذا التقرير، والذي يتناول أهم الانتهاكات الموجهة ضد الأطفال في أوقات النزاع المسلح، في سياق دور مركز الميزان لحقوق الإنسان في الدفاع عن حقوق الأطفال وكونه أحد الأطراف غير الرسمية الموثقة للانتهاكات والمشاركة في عمليات الرصد والإبلاغ التابعة للأمم المتحدة، حيث يغطي التقرير الانتهاكات الموجهة ضد الأطفال خلال النصف الأول من العام الحالي 2018.

ويستعرض التقرير مجمل الانتهاكات الموجهة لحقوق الأطفال خلال النصف الأول من العام الحالي 2018 في قطاع غزة بشكل إحصائي، وإذ يعرض التقرير الانتهاكات التسعة الموجهة ضد الأطفال، الناشئة عن قرار مجلس الأمن 1612 حول الأطفال والنزاع المسلح، ولكنه يركز على الانتهاكات التي وقعت على الأرض في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص في قطاع غزة، وهو إذ يستعرض الانتهاكات التسعة، فإنه يركز فقط على الأنماط التي ارتكبت فعلاً على الأرض.