بيانات صحفية

سلطات الاحتلال تمنع مريضاً من العلاج وتتسبب في وفاته وتعتقل مرافقة مريض

الميزان يستنكر تصاعد منع المرضى من الوصول للمستشفيات ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل

    شارك :

4 مايو 2017 |المرجع 31/2017

تواصل قوات الاحتلال انتهاكاتها تجاه السكان المدنيين في قطاع غزة، ولاسيما المرضى، حيث تسببت الإجراءات التي تتخذها قوات الاحتلال بحقهم في تفاقم أوضاعهم الصحية، ووضعتهم في مواجهة الموت. كما عرضت حياة مرافقيهم للخطر من خلال اعتقالهم وابتزازهم. وفي هذا السياق توفي مريض بعد منعه من الوصول إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما اعتقلت مرافقة مريض آخر.

وبحسب عمليات التوثيق التي يواصلها مركز الميزان، أعلنت المصادر الطبية في مستشفى غزة الأوروبي، عند حوالي الساعة 7:30 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 2/5/2017، عن وفاة المريض وليد محمد محمد قاعود البالغ من العمر (59 عاماً)، من سكان منطقة السطر الشرقي في خان يونس بعد تدهور حالته الصحية نتيجة عدم منحه تصريح من قبل السلطات الإسرائيلية، للمرور عبر حاجز بيت حانون والوصول لمستشفى المطلع في القدس لتلقي العلاج.

 

 ووفقاً لما جاء في إفادة نجله محمد (33 عاماً)، فإن والده كان يعاني من مرض السرطان في القولون منذ العام 2007، وأجرى عملية جراحية عام 2008، في مستشفى غزة الأوروبي تم خلالها استئصال جزء من القولون، واستمر في تلقي العلاج وجرعات الكيماوي لمدة أربعة سنوات. وفي عام 2015، خلال مراجعته الدورية للمستشفى تبين بأنه مصاب بخلية سرطانية في الرئة، وحصل على تحويلة لعمل صورة للرئتين في مستشفى أسوتا في الداخل المحتل بتاريخ 10/11/2015، وأظهر الفحص الذي أجراه في مستشفى أسوتا أن هناك بداية تشكل خلية سرطانية في الرئة تحت الكتف الأيمن، وقال له الأطباء أنه يمكن علاج ذلك. وخلال عودته إلى قطاع غزة عند حوالي الساعة 6:00 من مساء اليوم نفسه، احتجز من قبل قوات الاحتلال على معبر بيت حانون (ايرز) لحوالي 6 ساعات تعرض خلالها للتفتيش العاري، وأمره أحد الجنود بالقيام ببعض الحركات " الوقوف على رجل واحدة، والوقوف ووجهه نحو الحائط" وخضع للتحقيق حول بعض الأشخاص وحول عمل أبنائه. وأبلغه المحقق الإسرائيلي أثناء التحقيق بأنه لن يتمكن من العلاج والحصول على تصريح إلا إذا أحضر أبناءه معه لمقابلة المخابرات الإسرائيلية. وتقدم بتحويلة أخرى لعلاج المرض وحصل على حجز في مستشفى المطلع في القدس، وتقدم منذ ذلك التاريخ بعدة طلبات للحصول على تصريح بالمرور من الجانب الإسرائيلي لتلقي العلاج، ولكنه كان يبلغ بالرفض، وفي بعض الأحيان كان الرد بأن الطلب تحت الفحص، وبعد تدهور حالته الصحية ومحاولاته التي استمرت لأكثر من عام للحصول على تصريح، تمكن بتاريخ 21/12/2016 من الحصول على تحويلة للعلاج في مصر، وبعد عودته حاول من جديد الحصول على تصريح من الجانب الإسرائيلي لاستكمال العلاج، وتقدم بعدة طلبات تم الرد عليها بأن الطلب قيد الفحص، وكان آخرها بتاريخ 9/2/2017، أبلغ فيها أن الطلب قيد الفحص وتقرر إجراءه مقابلة مع المخابرات الإسرائيلية بتاريخ 21/3/2017، وبسبب تدهور حالته الصحية وانتشار المرض لم يستطع التوجه لإجراء مقابلة حيث فقد القدرة على الحركة والكلام وفقد الذاكرة وتدهورت حالته الصحية إلى أن فارق الحياة مساء يوم الثلاثاء الموافق 2/5/2017.

وفي انتهاك آخر في سياق الانتهاكات الموجهة ضد المرضى اعتقلت قوات الاحتلال عند حوالي الساعة 05:00 من مساء يوم الأربعاء الموافق 3/5/2017، السيدة نعمة عبد القادر محمود الجوراني، (52 عاماً)، من سكان مدينة خانيونس، خلال عودتها من رحلة علاج ابن شقيقها المريض يوسف عادل الغرابلي الذي أصيب أثناء عمله، حيث سقط عن رافعة بناء ما تسبب في كسر في العمود الفقري والحوض، وتطلب الأمر نقله للعلاج في مستشفى المقاصد، وذلك بتاريخ 13/4/2017، برفقة عمته بعدما رفضت قوات الاحتلال مرافقة والدته له، وقد جرى اعتقالها وعاد المريض إلى قطاع غزة.

هذا وتشير احصائيات المركز أن قوات الاحتلال تسببت في وفاة (5) مرضى من بينهم طفلين منذ بداية العام الجاري 2017، وحتى الآن، فيما اعتقلت (3) من مرافقي مرضى. كما بلغت نسبة الرفض وعدم الرد على مجمل طلبات المرضى المقدمة للحصول على تصريح في الربع الأول من العام الحالي 2017، (47%) بزيادة مقادرها (20%) عن نفس الفترة من العام الماضي 2016.

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان يؤكد على أن حرمان المرضى من الوصول للمستشفيات يشكل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة التي تلزم سلطات الاحتلال بتقديم العلاج الطبي للمرضى والرعاية في المستشفى، وفقاً لما تقتضيه حالتهم الصحية.

كما تنتهك معايير حقوق الإنسان التي أكد عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (25)، والمادة (12) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي توجب تأمين الوصول للرعاية الصحية بشكل فعّال.، هذا بالإضافة إلى انتهاكها للحق في حرية الحركة والتنقل.

وعليه فإن مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لضمان احترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والعمل على وقف هذا الانتهاكات الإسرائيلية الموجهة ضد المرضى وتمكينهم من الوصول للمستشفيات وتلقي العلاج.

المركز إذ يشعر بالأسف الشديد لفقدان المريض قاعود حياته، فإنه يستنكر بشدة استمرار الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضد المرضى على وجه الخصوص.

وعليه فإن مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل الفوري على إنهاء الحصار الذي فاقم من أوضاع القطاع الإنسانية، ومحاسبة قوات الاحتلال على جرائمها المرتكبة لضمان عدم اقتراف المزيد من الانتهاكات.

انتهى