اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 9:30 من صباح يوم أمس 14/3/2006، منطقة أريحا وفرضت حصاراً مشدداً على المنطقة، قبل أن تصل إلى مبنى المقاطعة وتفرض حصاراً مشدداً عليه، وتشرع في عملية هدم وتدمير لكافة مباني مقاطعة أريحا، وتفرض حصاراً على سجن أريحا المركزي، مستخدمة الطائرات المروحية والدبابات، وتعتقل الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات وأربعة من رفاقه، واللواء فؤاد الشوبكي، المعتقلون في السجن، وأكثر من مائتي فلسطيني آخرين وتقتل ثلاثة فلسطينيين وتصيب نحو 35 فلسطينياً بجروح وحسب المعلومات المتوفرة للمركز، فإن عملية الاجتياح بدأت بعد مغادرة المراقبين الأمريكيين والبريطانيين لمقر السجن في أريحا.
  يذكر أن السلطة الوطنية الفلسطينية احتجزت أحمد سعدات وأربعة من رفاقه بتاريخ 15 كانون الثاني/ يناير 2001م، في سجن السلطة الوطنية الفلسطينية، الأمر الذي شكل مخالفة للقانون الفلسطيني، لاسيما بعدما قررت محكمة العدل العليا الفلسطينية بتاريخ 3/6/2002م عدم مشروعية هذا الاحتجاز وأمرت بالإفراج الفوري عنه.
وأن احتجاز سعدات ورفاقه واللواء فؤاد الشوبكي، في سجن السلطة الوطنية الفلسطينية في أريحا، كان بناء على اتفاق فلسطيني إسرائيلي يتم بموجبه نقل المحتجزين من مقر المقاطعة في رام الله إلى سجن السلطة الوطنية الفلسطينية في أريحا، على أن يقوم بالاشراف على احتجازهم في سجن أريحا مراقبين أمريكيين وبريطانيين.
  وقد اندلعت حركة احتجاج واستنكار واسعتين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ردا على الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في أريحا وكانت مرافقة للعملية ويؤكد المركز على إدانته لأعمال التعدي على القانون التي شهدتها الأراضي الفلسطينية والتي أدت إلى الاعتداء على المركز الثقافي البريطاني والمدرسة الأمريكية والإمديست، واختطاف (9) من الأجانب والفلسطينيين ومحاولة اختطاف أجنبيين آخرين في قطاع غزة وأفرج عنهم جمعيا في وقت لاحق.
  إن قيام قوات الاحتلال باعتقال أحمد سعدات ورفاقه يمثل انتهاكا خطيرا لقواعد القانون الدولي وللاتفاق الموقع مع السلطة الفلسطينية لاسيما وأن محكمة العدل العليا الفلسطينية قد أقرت بعدم قانونية احتجازهم.
عليه فإن مركز الميزان لحقوق الإنسان يشعر ببالغ الخطورة والقلق على حياة أحمد سعدات ورفاقه ويحمل قوات الاحتلال المسئولية الكاملة عن ضمان سلامتهم ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتأمين الافراج عن سعدات ورفاقه وبتوفير لحماية للسكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.