تفاقمت أزمة مياه الشرب في قطاع غزة، وأصبح القطاع يعاني من نقص واضح لدرجة دفعت سلطة المياه الفلسطينية إلى إطلاق تحذير للسكان بغلي المياه التي تصل إلى منازلهم قبل استخدامها في الطهي أو الشرب والأمر يشمل المياه المفلترة التي تستخدم على نطاق واسع في كافة مناطق القطاع.
وتشير المعلومات الميدانية التي جمعها المركز أن الحصار الإسرائيلي، الذي شددته دولة الاحتلال بعد الرابع عشر من حزيران/ يونيو 2007، يمنع دخول المواد اللازمة لمعالجة المياه ولاسيما تلك المخصصة لكلورة المياه كمادة (hypochlorite) الأمر الذي أدى إلى تعطيل عملية تشغيل (52) بئراً من أصل (140) بئراً تشرف عليها مصلحة المياه الفلسطينية.
والجدير بالذكر أن مضي قوات الاحتلال قدماً في منع إدخال الوقود والمحروقات وإدخال كميات محدودة، وتقليص كميات الطاقة الكهربائية التي تزود بها قطاع غزة، يؤثر بشكل مباشر على تزود سكان القطاع في المياه، حيث يفضي إلى تعطيل عمل الكثير من آبار المياه، وفي الوقت نفسه يحول دون وصول المياه التي تضخ في ساعات محدود إلى الطبقات العليا، الأمر الذي أدى لانقطاع المياه عن العديد من المناطق السكنية ولأيام.
هذا ويتسبب الحصار في وقف الأعمال الإنشائية والفنية في مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي لوقف التهديد الذي تشكله على حياة سكان القرية البدوية شمال القطاع والمنطقة الشمالية بالكامل، هذا بالإضافة إلى الأضرار البيئية والصحية التي التي يشكلها استمرار الأحواض في وضعها الخطير القائم.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يحذر من وقوع كارثة بيئية بسبب تدهور أوضاع البيئة والصحة العامة في قطاع غزة بسبب الحصار المشدد، الذي يمنع إدخال المواد اللازمة لمعالجتها.
والتهديد الخطير التي تشكله قوات الاحتلال على حياة من يقترب من مكبات النفايات أو من مشروع تجهيز محطة معالجة مياه الصرف الصحي شرقي جباليا، الأمر الذي يترافق مع إضعاف قدرات القطاع الصحي في القطاع التي يسهم الحصار فيها.
عليه يجدد مركز الميزان دعوته المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية السكان المدنيين من الموت المحدق بهم جراء الحصار المشدد، الذي يشكل شكلاً فظاً من أشكال العقوبات الجماعية التي توقعها قوات الاحتلال على السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في قطاع غزة.
والمركز يحذر من مغبة أن يستمر عجز المجتمع الدولي عن قيامه بواجباته الأخلاقية والقانونية الأمر الذي سيفضي إلى موت الآلاف من الفلسطينيين بسبب الحصار واستمرار أعمال القتل شبه اليومي.
انتهــى