بيانات صحفية
مركز الميزان يستنكر ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل وتوفير الحماية العاجلة للأطفال في قطاع غزة
3 أبريل 2025
رابط مختصر:
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف الأطفال في قطاع غزة من خلال القصف والقتل والتدمير الممنهج لكل مقومات الحياة الأساسية، ما يهدد حياتهم وحقهم في البقاء والنمو، ولم تستثنِ الجرائم الإسرائيلية حتى الأطفال المرضى، لا سيما المصابين بالتوحد، الذين يعانون بالفعل من تحديات خاصة، ويأتي ذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بالتوحد، الذي يصادف الثاني من أبريل من هذا العام. وفي هذه المناسبة يوجه مركز الميزان أنظار العالم إلى المعاناة المضاعفة التي يواجهها أطفال التوحد في قطاع غزة، حيث يتقاطع الإهمال المزمن مع ويلات حرب الإبادة الجماعية المستمرة وما يتخللها من استمرار للهجمات الحربية والتهجير القسري والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، مما يفاقم من معاناتهم ويزيد من التحديات التي تواجهها أسرهم.
وفي هذا السياق، تشير تقديرات بعض المؤسسات المختصة في ظل غياب إحصاءات رسمية دقيقة، إلى أن ما يزيد عن (5000) طفل مصاب بطيف التوحد في قطاع غزة، يعانون من غياب التشخيص المبكر، ونقص الخدمات التأهيلية، وضعف إمكانيات المراكز المتخصصة، ما يحرمهم من حقهم الأساسي في الرعاية والتأهيل، ومع استمرار الحصار والعدوان، تتفاقم هذه المعاناة بشكل كارثي، حيث كانوا وما زالوا عرضة للاستهداف المباشر بالقتل والإصابة، كما تعرضت العديد من المراكز التأهيلية للتدمير أو الإغلاق القسري، مما أدى إلى انقطاع البرامج العلاجية والتدريبية التي كانت تساعدهم على تحسين تواصلهم الاجتماعي، وتخفيف أعراض هذا المرض.
ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن أعداد الشهداء من الأطفال منذ أكتوبر 2023، ارتفعت إلى حوالي (18000) طفلاً، أي ما يزيد عن (35%) من مجموع الشهداء البالغ عددهم (50423) شهيداً، في حين قدرت اليونيسيف عدد المصابين من الأطفال بما يزيد عن (25000) ألف طفل من مجموع المصابين، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن طفل من كل 100 طفل يصاب بمرض التوحد، وبالتالي فإن أعداد الأطفال الشهداء والمصابين، ممن يعانون بمرض التوحد يقدر بالآلاف.
وتواصل سلطات الاحتلال استخدام التجويع كسلاح تجاه أكثر من مليوني إنسان يقطنون في قطاع غزة، من خلال إغلاق المعابر، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، بموازاة استهداف جميع مناحي الحياة والقطاعات الاقتصادية والزراعية وسبل العيش داخل القطاع، ما ضاعف من المخاطر الحقيقية على حياة الأطفال بشكل عام وعلى أطفال التوحد بشكل خاص، الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة ونظام غذائي متوازن.
وفاقمت عمليات استهداف المنازل على نطاق واسع، وأوامر الإخلاء المتكررة وما ينتج عنها من تهجير قسري ونزوح لمراكز الإيواء والخيام التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة وسط انتشار التلوث والجوع والعطش، من تدهور حالة أطفال التوحد الصحية، وتراجع قدرتهم على التكيف والتفاعل مع بيئتهم المحيطة، وهم الأكثر حساسية تجاه الضوضاء والتغيرات البيئية المفاجئة.
أفاد والد أحد الأطفال المصابين بمرض التوحد: قبل حوالي سنتين من بدء الحرب على قطاع غزة، صنف ابني بأنه مصاب بطيف التوحد، وعلى مدار عامين كنت أذهب به للمراكز والمؤسسات المتخصصة لعلاجه أو على الأقل تطوير مهاراته وتحسين تواصله، وكنت أجلب له العلاجات والمكملات الغذائية وفق برنامج محدد أقره الأطباء له، وفعلاً كان ابني يستجيب بشكل تدريجي للتدخلات المختلفة، وأصبح شبه طبيعي من حيث سلوكه وتواصله مع الآخرين، وبعد أن شنت إسرائيل الحرب على غزة، ونزوحنا من منزلنا أكثر من مرة، وسط أصوات القصف والتدمير، وغياب الغذاء المناسب وجلسات العلاج والتواصل التي كان يحظى بها في السابق، انتكست حالة ابني الصحية، وأصبح منعزلاً ولا يتواصل حتى مع والديه، وأصيب بالهزال وأصبح سلوكه عدواني، ومع استمرار الحرب أخشى على حالته أكثر فأكثر.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يستنكر استمرار الجرائم الإسرائيلية في سياق حرب الإبادة الجماعية التي لم تستثني منها أحداً في قطاع غزة، حتى الفئات الأكثر ضعفاً من بينهم الأطفال لا سيما الأطفال المرضى الأكثر تأثراً، فإنه يستنكر في الوقت ذاته تهاون وصمت المجتمع الدولي إزاء ما يتعرضون له من جرائم وحرمان.
وبناءً عليه، يطالب المركز المجتمع الدولي بالقيام بواجباته، والتدخل العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، وإجبار اسرائيل على الامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية، ووقف سياسة التجويع، وفرض وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء الحصار.
كما يطالب بسرعة توفير المعدات والأجهزة الطبية في المراكز والعيادات الصحية، وضمان إدخال المساعدات والمواد الغذائية، وتوفير الوقود والمواد المخبرية واللوازم الصحية، ويهيب بالمؤسسات الدولية وخاصة المعنية بالأطفال، إلى تكثيف جهودها في المناصرة والدعم وتسليط الضوء على واقع الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمعاناة المضاعفة لأطفال التوحد وحقهم في حياة كريمة وآمنة، وتوفير الدعم اللازم لهم ولأسرهم في مواجهة الظروف القاسية التي فرضتها قوات الاحتلال.
الميزان يصدر تقريراً بعنوان: تجويع المعتقلين كأداة في سياق الإبادة الجماعية
تجويع المعتقلين كأداة في سياق الإبادة الجماعية
المؤسسات الحقوقية الفلسطينية: الحق، مركز الميزان، والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، تدين بشدة العقوبات الأمريكية وتدعو إلى تضامن عالمي لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة ووضع حد لاضطهاد الشعب الفلسطيني
مركز الميزان لحقوق الإنسان يصدر تقريراً جديداً بعنوان (أقتل الشاهد وأخف الجريمة) حول الانتهاكات الإسرائيلية ضد العاملين في حقل الإعلام الفلسطيني في غزة في سياق الإبادة الجماعية
أقتل الشاهد وأخف الجريمة