تواصل الطائرات الإسرائيلية المسيرة بدون طيار تحليقها في أجواء قطاع غزة الدائم وبدون انقطاع، وتصدر أزيزاً متواصلاً ما يخلق حالة من التوتر لدى السكان بشكل دائم، ويعيد إلى أذهان المدنيين الخبرات السابقة الصادمة، التي مروا فيها خلال الهجمات الحربية الإسرائيلية واسعة النطاق، التي انطوت على أعمال قتل وحشية للمدنيين ولاسيما الأطفال والنساء وتهجير السكان قسرياً، وهدم وتدمير المنازل والممتلكات.

وقد كثفت قوات الاحتلال تسيير هذه الطائرات خلال الأسبوع الماضي، ومع بدء العدوان على قطاع غزة أمس الثلاثاء 9/5/2023، لوحظ ازدياد وتيرة تحليقها في أجواء قطاع غزة، وأصبحت تسمع بشكل كبير ومزعج في جميع أرجاء القطاع، وقد راكم الفلسطينيون من سكان قطاع غزة خبرات صادمة خلال ما عايشوه من هجمات حربية إسرائيلية، اتسمت بالوحشية، وانتهكت قواعد القانون الدولي لا سيما من خلال قتل الأطفال وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، واستخدام الهجمات التي يتوسل منها ترويع المدنيين وبث الرعب في قلوبهم.

 قصفت إحدى الطائرات بدون طيار عند حوالي الساعة 17:15 مساء أمس الثلاثاء 9/5/2023، مجموعة من المواطنين كانوا يستقلون سيارة في بلدة القرارة شمال شرق خان يونس، ما أسفر عن استشهاد اثنين وإصابة اثنين آخرين، وجرى نقلهم إلى مستشفى ناصر الحكومي في خان يونس، ووصل الشهيدين عبارة عن جثث متفحمة، وبقيت أسماءهما مجهولة لنحو 3 ساعات قبل أن يتم التعرف عليهما، وهما: وائل محمد صبري الأغا (34 عاماً)، وسائد جواد عبد فروانة (28 عاماً)، وكلاهما من سكان محافظة خان يونس.

وبهذا يرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بدء العدوان إلى وقت إصدار البيان إلى (15) مواطناً، من بينهم (4) أطفال، و(4) سيدات، كما أصيب (20) آخرين بجراح مختلفة، جلهم من النساء والأطفال قتلوا أو أصيبوا داخل منازلهم وهم نيام.

وتشير حصيلة توثيق مركز الميزان إلى أنه وبالحد الأدنى كان عدد الضحايا الذين سقطوا جراء استهدافهم بصواريخ طائرات الاستطلاع منذ عام 2000 وحتى عام 2023، (2148) شهيداً، من بينهم (378) طفلاً، و(86) سيدة. منهم (349) سقطوا داخل منازلهم، من بينهم (103) طفلاً، و(54) سيدة. في حين بلغ عدد المنازل السكنية التي لحقت بها أضرار جراء استهدافها بصواريخ طائرات الاستطلاع (3332) منزلاً.

جدير ذكره أن قوات الاحتلال بدأت في استخدام الطائرات المسيرة في أعمال القتل منذ عام 2004 على الأقل، واستخدمت المسيرات بشكل مكثف في أعمال القتل خارج نطاق القانون، بحيث أصبحت واحدة من أشد وسائل القتل فتكاً، إذ استخدمت في عمليات الاغتيال وقصف تجمعات المواطنين وملاحقتهم، وكرست كآلية للتحذير بشكل مضلل من خلال قصف المنازل المأهولة بهدف تدميرها لاحقاً، ما أوقع خسائر كبرى في صفوف المدنيين وممتلكاتهم.

  وعليه، يطالب المركز المجتمع الدولي بالضغط على قوات الاحتلال لوقف العدوان الحربي على قطاع غزة فوراً، والتوقف عن تسيير مسيراتها في أجواء قطاع غزة، وفتح معابر القطاع، ورفع الحصار الحصار غير القانوني عن قطاع غزة، وتوفير الحماية للمدنيين، وتفعيل أدوات المساءلة لضمان حقوق ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في العدالة والتعويض، والعمل على إنهاء الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من حقهم في تقرير المصير.