توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بالآليات العسكرية الثقيلة عند حوالي الساعة 3:00 فجر يوم الثلاثاء الموافق 15/4/2008 مسافة تقدر بحوالي كيلو متر مربع في منطقة القرارة شرق خان يونس، واقتحم أفراد من تلك القوات عدداً من المنازل وحولوها لثكنات عسكرية بعد أن احتجزوا سكانها في غرفة من كل منزل على حدا، كما اقتحموا مدرسة أبو العلاء المعري وتحصنوا داخلها.
وفي ساعات الصباح أجبر جنود الاحتلال الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 16 عاماً على الخروج من منازلهم, وقاموا بجمع ما يقارب من 58 مواطناً في حفرة كبيرة في منطقة التوغل قامت جرافات الاحتلال بحفرها في أرض مواطن من عائلة أبو سبت واحتجزتهم داخلها بعد تقييد أيديهم.
وعند حوالي الساعة 17:00 من اليوم نفسهً، قامت قوات الاحتلال بنقلهم في شاحنة عسكرية إلى داخل الشريط الحدودي حيث احتجزتهم في العراء وهم مقيدين ومعصوبي الأيدي حتى الساعة الواحدة ظهر اليوم التالي, ومن ثم أطلقت سراحهم وأبقت على خمسة منهم رهن الاعتقال.

وعند حوالي الساعة 17:00 من اليوم نفسه، أطلق جنود الاحتلال الذين كانوا يتحصنون على سطح احد المنازل، النار تجاه المواطن زياد علي محمد حجاج، البالغ من العمر(32) عاما، بعدما خرج برفقة زوجته وبينما كان يحمل طفله الرضيع نهاد الذي يبلغ خمسة أشهر في محاولة للذهاب لمنطقة أكثر أمناً، حيث كان محيط منزله يتعرض للقصف والتجريف، وأصابوه بخمسة أعيرة نارية في الظهر والرجل اليمنى، وتم نقله بواسطة سيارة مدنية إلى مستشفى ناصر لتلقي العلاج حيث وصفت المصادر الطبية حالته بالمتوسطة.

وخلال عملية التوغل في المنطقة قامت قوات الاحتلال بعملية تجريف واسعة طالت 120 دونماً من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون واللوز والنخيل والخضروات والقمح والشعير، فضلاً عن إتلاف شبكات الري وإلحاق أضرار بشبكتي الهاتف والكهرباء.
وتعود الأراضي المجرفة لمواطنين من عائلات خشان والسميري والعيماوي وحجاج وأبو سبت والقصاص والحلبي واللحام وشبير والطلالقة.

وعند حوالي الساعة 22:30 مساءً، انسحبت قوات الاحتلال من المنطقة وتمركزت فوق تلة الكرد شمال طريق كيوسفيم (منطقة وادي السلقا) التي كانت تشهد عملية توغل مماثلة وكانت تقوم بإطلاق النار بين الحين والآخر الأمر الذي حال دون تحرك المواطنين أو مغادرتهم منازلهم إلا بشكل محدود جداً.
وبقيت قوات الاحتلال في تلك المنطقة حتى حوالي الساعة 12:00 قبيل ظهر يوم الأربعاء الموافق 16/4/2008, حيث أعادت انتشارها لداخل موقع كيسوفيم العسكري الإسرائيلي.