بيانات صحفية

بيان صحفي: في اليوم العالمي لحرية الصحافة

الميزان يحيّي الصحافيين والصحافيات ويدعو إلى حمايتهم ووقف انتهاكات قوات الاحتلال بحقهم وتعزيز الحريات الإعلامية

    شارك :

3 مايو 2022 |المرجع 23/2022

يُحيي العالم في الثالث من آيار/ مايو من كل عام، اليوم العالمي لحرية الصحافة، تكريساً للمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتعزيز حماية وسائل الإعلام، وتكريماً للصحافيين الذين فقدوا حياتهم خلال ممارستهم للمهنة. وتأتي هذا العام تحت عنوان "الصحافة تحت الحصار الرقمي"، لتسليط الضوء على كيفية تأثير التطورات الأخيرة في وسائل الرصد والمراقبة التكنولوجية على الصحافة وحرية التعبير وتأثّر حرية التعبير والحق في الخصوصية بالتحول الرقمي[1].

 

وتمرّ المناسبة هذا العام على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها المنظمة والجسيمة بحق الصحافيين والصحافيات والعاملين في حقل الإعلام؛ بهدف منعهم من العمل الإعلامي والتغطية الصحفية أو الحدّ من قدرتهم على ممارسة أعمالهم تحت وطأة التهديد والاعتداء الجسدي وإطلاق النار والقصف، على الرغم من وضوح هوياتهم التي تميزها شارة الصحافة الظاهرة على ستراتهم وخوذاتهم ومركباتهم ومعداتهم الصحفية. وتنوعت الانتهاكات بحق الصحافيين/ات الفلسطينيين/ات بين استهدافهم بالقتل أو إصابتهم بجروح أو كسور أو حروق أو بالاختناق، أو بالضرب وتحطيم المعدات الصحفية، أو بالاعتقال التعسفي دون توجيه تهم محددة لهم، أو بمنعهم من الوصول لمناطق الأحداث، كما استهدفت وسائل الإعلام المختلفة عبر قصف وتدمير مقراتها ومركباتها، أو إغلاق وسائل الإعلام على خلفية تغطيتها الإعلامية، أو قرصنة ترددات البث للفضائيات الفلسطينية.

 

وفي سياق عنوان المناسبة هذا العام "الصحافة تحت الحصار الرقمي"، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاك الحقوق الرقمية الفلسطينية، لاسيما حرية الرأي والتعبير والحق في الوصول للمعلومات والحق في الخصوصية، وتمسّ بحرية الصحافة بشكل واضح من خلال انتهاك خصوصية الصحافيين/ات والنشطاء الفلسطينيين عبر برامج التجسس، حيث فضحت وكالات أنباء دولية برنامج "بيغاسوس" الذي طورته مجموعة "NSO" الإسرائيلية، واستخدامه للتجسس على صحافيين وناشطين سياسيين ومدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم[2]. في الوقت الذي تعيق فيه سلطات الاحتلال تطوير التقنيات الرقمية والانترنت لاسيما في قطاع غزة، حيث تمنع إطلاق ترددات الجيل الثالث 3G)) ومنظومة Wi- max))، ما لا يُمكن الفلسطينيين من تطوير قدراتهم ويُجبرون على الاعتماد على المفعّلين الإسرائيليين للتزود بالخدمات الرقمية[3].

 

وتشير حصيلة عمليات الرصد والتوثيق التي ينفذها مركز الميزان لحقوق الإنسان في قطاع غزة، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت الصحافيين/ات والعاملين/ات في حقل الإعلام (105) مرّات خلال الفترة من 3/5/2021 وحتى 3/5/2022م، ما تسبب في إصابة (11) صحافياً أثناء مزاولتهم العمل الإعلامي، (10) منهم أصيبوا خلال عدوان مايو/ 2021م. وخلال العدوان تعرضت (63) مؤسسة إعلامية للتدمير الكلي و(31) للضرر الجزئي بعد استهداف الأبنية والأبراج الكائنة فيها، وتضررت (5) مركبات مملوكة لصحافيين أو مؤسسات صحافية جزئياً[4]. فيما منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حوالي (170) من مسئولي ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبية والإقليمية والعربية من دخول قطاع غزة بعد أن تقدموا بطلبات لزيارة القطاع من أجل التغطية الإعلامية خلال فترة العدوان[5]

في اليوم العالمي لحرية الصحافة؛ يتوجّه مركز الميزان لحقوق الإنسان بالتحية للصحافيين/ات الفلسطينيين/ات والعاملين/ات في حقل الإعلام، على جهودهم وتضحياتهم في سبيل نقل الحقيقة، ويدعوهم إلى تعزيز نضالاتهم المطلبية لتعزيز حرية الرأي والتعبير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويجدد تضامنه معهم، ويعيد التأكيد على أهمية الوظائف والأدوار الإيجابية التي تقوم بها الصحافة في المجتمع لا سيما وظائف الإخبار والإعلام والتثقيف وفضح انتهاكات حقوق الإنسان.

ويشدّد الميزان على ضرورة ممارسة العمل الصحفي بكل حرّية، وضرورة احترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما نص المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وحماية حقّهم في حرية الرأي والتعبير وحرية الوصول للمعلومات وحرية التجمع السلمي. وضمان عمل العاملين/ات في حقل الإعلام الحماية في مناطق المنازعات المسلحة بوصفهم أشخاصاً مدنيين وفقاً لنص المادة (79) من البرتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف المشكّلة للقانون الدولي الإنساني، وحماية حياتهم وسلامتهم البدنية، واحترام شارة الصحافة. ووفقاً للقرار رقم (1738) لمجلس الأمن الدولي، الذي أدان الهجمات المتعمدة ضد الصحافيين/ات والأفراد المرتبطين بوسائل الإعلام أثناء النزاعات المسلحة. كما يعبّر عن استنكاره الشديد لانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة والمنظمة المرتكبة بحق الصحافيين/ات والعاملين/ات في حقل الإعلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة بحقّهم، واتخاذ التدابير الفورية لحمايتهم ومحاسبة الجناة. كما يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام سلطات الاحتلال باحترام الحقوق الرقمية الفلسطينية، ووقف الانتهاكات ضدها، وافساح المجال لتطوير قطاع الاتصالات والانترنت وتكنولوجيا المعلومات للفلسطينيين، واحترام حقوقهم الرقمية.

 

يطالب الميزان الجهات المسؤولة في قطاع غزة والضفة الغربية، باحترام الحق في حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي، انسجاماً مع المعايير الدولية والوطنية لحقوق الإنسان، لاسيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يكفل بموجب المادة (19) منه الحق في حرية الرأي والتعبير، الأمر الذي أكد عليه أيضاً القانون الأساسي الفلسطيني وقانون المطبوعات والنشر، واتخاذ المزيد من التدابير الضامنة لممارسة هذا الحق وغيره من الحقوق الواردة في الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.

 

فيما يناشد الصحافيين والصحافيات ومؤسساتهم حول العالم بضرورة تعزيز التضامن مع الصحافيين/ات العاملين/ات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومواصلة العمل على فضح الانتهاكات الإسرائيلية الموجهة ضد الصحافيين ووسائل الإعلام، وضد الحريات الصحافية، وبحق المدنيين الفلسطينيين وحقوق الإنسان بشكل عام.

 

انتهى


[1]  منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافة تحت الحصار الرقمي. الرابط: https://events.unesco.org/event?id=World_Press_Freedom_Day_03_May_under_the_theme_of_Journalism_Under_Digital_Siege3163822922&lang=1025 .

[2] موقع الجزيرة الإليكتروني، أسوشيتد برس: برنامج بيغاسوس الاسرائيلي. الرابط: https://2u.pw/ihCQd .

[3] لمزيد من المعلومات، راجع ورقة حقائق أصدرها المركز حول: قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والحقوق الرقمية الفلسطينية، بتاريخ 4/8/2021م. الرابط: http://www.mezan.org/post/32413 .

[4] مركز الميزان لحقوق الإنسان، قاعدة المعلومات التي يغذيها باحثو المركز، حتى تاريخ 3/5/2022م.

[5] لمزيد من المعلومات، راجع تقرير أصدره الميزان بعنوان الصحافة والإعلام في مرمى النيران "استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحافيين والمؤسسات الإعلامية خلال العدوان". بتاريخ 11/7/2021م. الرابط: http://www.mezan.org/post/32389 .