إفادات

ضعف الإمكانيات وتجهيزات مراكز الحجر يحيل حياة النساء الأمهات إلى جحيم

    شارك :

9 سبتمبر 2020

تعاني السيدة (س، س) من الإصابة بالفايروس اللعين، ولكن معاناتها تصغر كثيراً أمام معاناتها كأم ترقب معاناة طفلها الصغير دون أن تملك من أمرها شيئاً فهي غير قادرة على مساعدته، تناشد لتوفير ظروف مناسبة لطفل داخل مركز حجر، تناشد ولكن لا استجابة، فالمؤسسات الحكومية تئن تحت وطأة الجائحة وبالكاد تستطيع توفير الحدود الدنيا.

(س، ح، س) والدة الطفل (أ، س) البالغ من العمر (10 شهور) تشرح معاناتها "كانت نتيجة عينتي إيجابية حيث انتقل لي الفايروس من زوجي وأخبروني أن نتيجة طفلي سلبية فأجبرت على تركه كي لا تنتقل له العدوى. فوجئت في اليوم التالي عندما وجدت اسم طفلي في كشف المصابين، ونقلوه عندي على حجر المدرسة التابع للمستشفى الأوروبي. وكانت الأعراض ظهرت عليه فهو يعاني من إسهال وقيء وهزال عام ويحتاج إلى فيتامينات وطعام خاص. أمور لم تك متوفرة، كان يحصل على وجبة غذائية كباقي المحجورين لا تراعي كونه طفل يحتاج إلى طعام خاص". تواصل الأم "طالبت المسئولين هنا عدة مرات بضرورة توفير حفاظات وحليب وسيريلاك بعد أن نفذ ما كان بحوزتي، إلا أنه بعد عدة مطالبات توفرت لطفلي هذه الأساسيات. لقد تلقيت وعوداً منذ اليوم الأول لإحضارهم طفلي لمركز الحجر، بتوفير بعض الألعاب للطفل لكن دون فائدة وخصوصاً أنني أسكن في مدينة غزة ومن الصعب أن أجلب له ألعابه. هذا بالإضافة إلى أن المكان لا يراعي خصوصية للسيدات والأطفال كما لا يحرص القائمين على جمع شمل الأسر التي تتواجد في مكان الحجر نفسه، إن عدم وجود ألعاب للأطفال وتجهيزات خاصة لهم تضعهم في معاناة شديدة وتضعنا كأمهات أمام ضغط كبير".

مشكلة السيدة وطفلها واحدة من آلاف المشكلات التي يئن تحت وطأتها سكان قطاع غزة، بسبب الحصار الذي أسهم في المس بحياة كل إنسان، وأشاع البطالة والفقر وأفضى إلى تدهور الخدمات كافة بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية، وأضعف من قدرة المؤسسات الحكومية على القيام بواجبها، فهل سيسمع أجد صرخة غزة؟ وهل سيتنبه القائمون على مراكز الحجر إلى معاناة النساء والأطفال؟ وهل ستسعى الحكومة أو المؤسسات الدولية التي تعنى بالمرأة والطفولة إلى تقديم المساندة والدعم؟ وهل سيتحرك المجتمع الدولي لإغاثة غزة وإنهاء حصاره؟