بيانات صحفية

بالرغم من شاراتهم المميزة

قوات الاحتلال تستهدف الصحافيين الذين يغطون مسيرات العودة فتقتل صحافي وتصيب تسعة آخرين

    شارك :

8 أبريل 2018 |المرجع 22/2018

تتصاعد انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما الصحافيين، الذين شكلوا هدفاً لقوات الاحتلال على مدار السنوات الماضية، منذ انتفاضة الأقصى في العام 2000 وحتى يومنا هذا، سعياً منها لإسكات صوت الحقيقة وحجب صورتها، التي توثق حقيقة ما يجري على أرض الواقع.

 

وفي هذا السياق لاحظ مركز الميزان تصعيد تلك القوات من استهداف طواقم العمل الصحافي والإعلامي خلال المسيرات السلمية التي ينظمها الفلسطينيون تحت شعار مسيرات العودة التي بدأت بتاريخ 30/03/2018، وأفضت الانتهاكات الإسرائيلية خلال يومي جمعة عن استشهاد الصحافي ياسر مرتجى، وإصابة (9) آخرين بجراح مختلفة.

 

وبحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد أصيب المصور الصحافي ياسر عبد الرحمن مصطفى مرتجى البالغ من العمر (31 عاماً) ويعمل في شركة عين ميديا للبث والإنتاج الإعلامي، عند حوالي الساعة 1:45 من مساء يوم الجمعة الموافق 6/4/2018، بعيار ناري في الناحية اليسرى من البطن، وذلك أثناء عمله في تغطية مظاهرات مسيرة العودة شرق بلدة خزاعة شرقي محافظة خانيونس، وعلى بعد حوالي 150 متراً من سياج الفصل الشرقي، وكان يرتدي سترة واقية للرصاص يظهر عليها شعار الصحافة بشكل بالغ الوضوح، هذا بالإضافة لارتدائه خوذة واقية. هذا وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاده عند حوالي الساعة 1:20 من فجر اليوم التالي السبت الموافق 7/4/2018، متأثرا بالجروح التي أصيب بها، حيث صرح مصدر في وزارة الصحة في غزة، أن إصابته أدت إلى تهتك في أعضاءه الداخلية أدت إلى نزيف داخلي توفي على أثره.

 

وفي هذا السياق أفاد المصور الصحافي أشرف محمد نصار أبو عمرة (31 عاماً)، عند حوالي الساعة 8:00 من صباح يوم الجمعة الموافق 6/4/2018، توجهت برفقة إبراهيم أبو مصطفى مصور وكالة رويترز، وحاتم عمر مصور وكالة شينخوا إلى شرق محافظة خانيونس (شرق خزاعة)، لتغطية فعاليات مسيرة العودة، وصلت إلى مكان يبعد عن السلك الشائك (حدود الفصل الشرقية) حوالي (350م)، وشاهدت العشرات من المواطنين من بينهم الأطفال والنساء يتوافدون إلى المكان، وشاهدت أيضاً خلف الحدود عدداً من الجنود والجيبات العسكرية الإسرائيلية، وبدأت بالتصوير في ظل توافد المزيد من المواطنين إلى المكان، وعند حوالي الساعة 12:30 من ظهر اليوم نفسه، شاهدت الصحفي ياسر مرتجى ويعمل في وكالة عين ميديا، أعرفه بصفته زميلاً في مهنة الصحافة، وكنا نقوم بعملنا الصحافي في تصوير الوقائع على الأرض ... وبدأت أسمع صوت إطلاق للنار، وأُشاهد الإصابات في صفوف المواطنين، ووصلنا إلى مسافة (150م) تقريباً من السلك الشائك، ومع كثافة الدخان الأسود المُنبعث من الكاوتشوك، وازدياد الإصابات في صفوف المواطنين، بدأ كلاً منا أنا وياسر نتنقل في أكثر من ناحية لكي نتمكن من التقاط صور جيدة، ثم سمعت صوت إطلاق نار، وبعدها سمعت مواطن يقول بأن هناك صحفي أُصيب، كان ذلك بعد حوالي 40 دقيقة من صلاة الجمعة، وكان المواطن يحمل خوذة صحفي، وبدأ المواطنين بالمناداة على رجال الاسعاف، فحضروا واتجهت معهم أمتاراً معدودة إلى الشرق، فوجدت ياسر ممدداً على الأرض وتسيل الدماء من خاصرته اليسرى، قام رجال الإسعاف بإجراء الإسعافات له، ثم نقله المسعفون بسرعة وبواسطة نقالة يدوية باتجاه الغرب، ولمسافة عشرون متراً تقريباً، ووضعوه في سيارة الإسعاف التي انطلقت به بسرعة إلى الجهة الغربية أيضاً، وبقيت أنا في المكان أواصل تغطية الأحداث، وكنت أصور الإصابات وكافة المجريات في المنطقة الشرقية، وعند حوالي الساعة 16:00 من اليوم نفسه، غادرت المكان بسبب كثافة اطلاق النار وعند حوالي الساعة 1:15 من فجر اليوم التالي 7/4/2018م سمعت نبأ استشهاد الصحفي ياسر مرتجى من خلال وسائل الاعلام وأصدقائي الصحفيين.

 

وتشير حصيلة توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، أنه ومنذ بداية مظاهرات مسيرة العودة بتاريخ 30/3/2018، وحتى تاريخ صدور البيان، أصيب (9) صحافيين، هم: إبراهيم عماد الزعنون (22 عاماً)، علاء عبد الفتاح النملة (34 عاماً)، أحمد عبد الناصر قفة (23 عاماً)، محمود عدنان مدوخ (23 عاماً)، أحمد سالم بربخ (23 عاماً)، خليل إبراهيم أبو عاذرة (28 عاماً)، محمود ممدوح مرتجى (22 عاماً)، وسام عاطف موسى (32 عاماً)، علي يوسف العدوي (22 عاماً)، وجميعهم أصيبوا بأعيرة وشظايا أعيرة نارية.

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان يستنكر الانتهاكات الموجهة ضد المدنيين الفلسطينيين ولا سيما الصحافيين، ويؤكد المركز أن الصحافيين هم محميين كمدنيين بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وأن استهداف قوات الاحتلال لهم بالرغم من الشارات المميزة لهم كصحافيين، لا يدع مجال للشك بنية قوات الاحتلال إيقاع الخسائر في صفوفهم لمحاولة منعهم من نقل حقيقة ما ترتكبه تلك القوات على أرض الواقع.

كما يؤكد المركز أن قتل الصحافي مرتجى، هي جريمة قتل عمد، حيث كان مرتجى يرتدي سترة واقية، واستهدفه أحد القناصة الإسرائيليين برصاصة في الناحية اليسرى من البطن والخاصرة، وهي المنطقة الضعيفة في الدرع.

ويشدد المركز إلى أن مجرد استخدام الرصاص الحي يقع في باب تعمد الإيذاء، في ظل التعامل مع مسيرات سلمية لا تمثل أي تهديد على سلامة القوات أو حياتها.

عليه، يطالب مركز الميزان لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بفتح تحقيق حول جريمة قتل الصحافي مرتجى، وإصابة الصحافيين الآخرين، وفي كافة الانتهاكات الأخرى التي راح ضحيتها مئات المدنيين العزل، ويجدد المركز مطالبته للمجتمع الدولي للتدخل وحماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

انتهى