يصادف الجمعة الموافق 8 آذار (مارس) اليوم العالمي للمرأة، وهي مناسبة هامة للتأكيد على حق المرأة في التمتع وبدون تمييز بكافة الحقوق والحريات الأساسية، وفي حماية هذه الحقوق والحريات.
كما هي مناسبة لاحتفال العالم بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء.
تحمل احتفالية هذا العام شعار 'وعد الحر دين عليه: حان وقت العمل لإنهاء العنف ضد المرأة'، تأكيداً من المجتمع الدولي على مسؤولياته والتزاماته تجاه وضع حد للعنف ضد المرأة.
تأتي هذه المناسبة ووتيرة الانتهاكات ضد المرأة الفلسطينية لا تزل تتصاعد في ظل استمرار ممارسات قوات الاحتلال من حصار واعتداءات متكررة، حيث استشهدت في العام 2012 وحده (14) سيدة وجرحت (139) سيدة، من بينهن (13) سيدة قتلت (105) سيدات جرحن خلال العدوان الأخير الذي أطلقت عليه قوات الاحتلال عملية 'عمود السحاب'.
يضاف إلى ذلك معاناة النساء الشديدة نتيجة فقدان أطفالهن في هذا العدوان، حيث بلغ عدد الشهداء من الأطفال (37) طفلاً والجرحى (315) طفل جريح.
كما تتواصل عمليات التهجير القسري جراء تدمير وهدم المأوى، حيث دمرت قوات الاحتلال (162) منزلاً تملكها نساء من بينها (6) منازل دمرت كلياً خلال العام 2013، في حين بلغ عدد الإناث اللواتي كن يقمن في منازل دمرتها قوات الاحتلال (10800) سيدة منهن (556) سيدة كن يقمن في منازل دمرت كلياً.
هذا بالإضافة إلى مئات السيدات اللواتي أجبرن على إخلاء مساكنهن بسبب البيانات التي ألقتها قوات الاحتلال وأمرت فيها سكان مناطق واسعة من محافظتي غزة والشمال بمغادرة منازلهم، عليه فقد تسبب العدوان الإسرائيلي في تهجير آلاف الأسر وحول حياتها إلى جحيم.
كما تعاني النساء الفلسطينيات في قطاع غزة أوضاعاً بالغة الصعوبة، ترجع بشكل أساسي للحصار الذي ألقى بظلال سلبية على أوجه حياة السكان المدنيين في القطاع وفي مقدمتهم النساء اللواتي كن الأكثر تضرراً وضياعاً لحقوقهن الأساسية بما فيها الحقوق الصحية والتعليمية، وتعد أيضاً الأكثر عرضة للفقر والبطالة ولتحمل تداعيات هذه المشكلات الاقتصادية والاجتماعية.
هذا وتشير آخر إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن نسبة النساء العاطلات عن العمل في قطاع غزة تفوق (48%)، وتصل نسبة الأسر الفقيرة التي ترأسها أنثى في قطاع غزة إلى( 29.
7%).
أما مشاركة المرأة في سوق العمل فتظل ضعيفة جداً مقارنة بالرجل حيث تبلغ ما نسبته (15.
1%).
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يهنئ نساء العالم في هذا اليوم ويدعمهن في نيل كامل حقوقهن، فإنه عن استنكاره الشديد لاستمرار الانتهاكات الموجهة لحقوق المرأة الفلسطينية والعنف الممارس بحقها في ظل الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وعليه فإن مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية واتخاذ كافة الخطوات الكفيلة بالتحرك الفعّال لضمان تمتع المرأة الفلسطينية بكامل حقوقها.
ويدعو مركز الميزان الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) باتخاذ الخطوات الضرورية للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء العنف الممارس تجاه المرأة الفلسطينية، وضمان احترامها لالتزاماتها بموجب الإتفاقية.
كما يدعو مركز الميزان السلطة الوطنية الفلسطينية بسرعة الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، لضمان ملاحقة ومحاسبة كل من تثبت إدانتهم بارتكاب جرائم حرب من الإسرائيليين ومن أمروا بارتكاب هذه الجرائم وخاصة تلك التي ذهبت ضحيتها النساء.
والعمل على سرعة الانضمام للاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان ولاسيما اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة انتهى