بيانات صحفية

قوات الاحتلال تحول الأراضي الفلسطينية إلى مكب للنفايات والمياه العادمة

    شارك :

27 مارس 2001 |المرجع 10/2001

واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي، سلسلة انتهاكاتها المنظمة لحقوق السكان المدنيين، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث لم تكتف تلك القوات بتدمير المنازل السكنية، وتجريف الأراضي الزراعية، وقتل المدنيين ،،،الخ، بل عادت لتستهدف بيئة الأراضي المحتلة بالتدمير والتلويث.
ضمن هذا السياق، أدى انفجار حوض لتجميع مياه الصرف الصحي المعالجة، إلى تدفق سيل جارف من المياه الملوّثة، تجاه أراضي محافظتي شمال غزة، وغزة، مدمراً في طريقه آلاف الدونمات من الأراضي والدفيئات الزراعية، وحظائر الدواجن، إلى جانب إلحاقه ضرراً كبيراً في الشبكة الكهربائية لتلك المنطقة، الأمر الذي نشأ عنه خسائر مادية جسيمة، لم يتم حصر قيمتها الإجمالية بعد، حيث أن حصر الخسائر يحتاج إلى وقت طويل.
كما أدى الانفجار إلى فصل المنطقة، الواقعة على جانبي وادي بيت حانون، مما حال دون وصول المئات من السكان إلى منازلهم.
هذا إلى جانب ما سيترتب عليه من أضرار مستقبلية، تتجاوز في آثارها الخسائر والأضرار المادية المباشرة.
حيث تتسبب مثل هذه المياه، في تلويث المياه الجوفية العذبة، كما تتسبب في انتشار الطفيليات كالأميبيا والجارديا ومختلف أنواع الديدان، الأمر الذي يهدد صحة السكان، والأطفال منهم على وجه الخصوص بالخطر.
يذكر أن الانفجار قد حدث في ساعة مبكرة من فجر الاثنين، في الحوض الواقع بمحاذاة خط الهدنة الفاصل بين الخط الأخضر والأراضي المحتلة، في منطقة تطلق عليها سلطات الاحتلال اسم (نحال عوز)، تقع شرقي مدينة غزة إلى الشمال من معبر المنطار، والذي تبلغ سعته نحو خمسة ملايين متر مكعب.
عمدت قوات الاحتلال إلى اختيار هذا المكان لإنشاء مثل هذه الأحواض لعدة أغراض، منها: منع مياه الأمطار من الانسياب طبيعياً إلى الأراضي الفلسطينية، عبر وادي غزة، مما أدى إلى جفاف هذا الوادي مع مرور الزمن، وتحوله إلى مكب للمياه العادمة، القادمة من المستوطنات، التي أقامتها سلطات الاحتلال على الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة.
الأمر الذي تسبب في تلويث البيئة الفلسطينية، بما فيها شواطئ غزة والمياه الجوفية، وأدى إلى انتشار الحشرات الضارة.
تجميع مياه الصرف الصحي ومعالجتها معالجة أولية، يعتقد أنها لا تتجاوز المعالجة من الدرجة الأولى، التي تصلح لسقاية القطن، وتشكل هذه الأحواض المكشوفة، ملوثاً دائماً للبيئة، إلى جانب كونها مصدراً لتكاثر البعوض والحشرات الضارة، الأمر الذي له انعكاسات سلبية على السكان الفلسطينيين وبيئتهم.
إلى جانب اختيار موقع من الأرض، يرتفع منسوبه كثيراً عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يعرض هذه الأراضي لخطر دائم، من إمكانية انفجاره، وهذا ما حدث بالفعل.
يذكر أن قوات الاحتلال كانت ولم تزل، تقوم بعملية انتقاء دقيقة، للمناطق التي تقيم عليها مثل هذه الأحواض، تراعي من خلال انتقائها أكثر الأماكن إلحاقاً للضرر بالفلسطينيين، وهنا نٌذكَّر بأحواض تجميع المياه العادمة، في شمال مدينة بيت لاهيا، حيث أقامت قوات الاحتلال أحواض تجميع كبيرة، تجمع المياه العادمة لبلديات شمال غزة، والمستوطنات المقامة في شمال غزة.
حيث أثبتت الدراسات والبحوث أن تلك المنطقة، تحتوي على أكبر مخزون، من المياه الجوفية العذبة في محافظات غزة، مما ألحق ضرراً كبيراً في هذا المخزون، كما أدى إلى انتشار الطفيليات، خاصة بين الأطفال في تلك المنطقة،حيث قدرت نسبة الإصابة بينهم بنحو 98%.
مركز الميزان لحقوق الإنسان، يحذر من استمرار الجرائم، التي ترتكبها قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويطالب: توفير الحماية الدولية للسكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ويطالب مجلس الأمن كخطوة أولى بإرسال مراقبين دوليين لحقوق الإنسان فوراً للأراضي الفلسطينية للوقوف على الجرائم الإسرائيلية .
مطالبة الاتحاد الأوروبي في اجتماعه القادم في أيار المخصص لمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل بوقف العمل بها بالنظر لما تقوم به إسرائيل من جرائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
إعادة عقد مؤتمر الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة فوراً للبحث في السبل الكفيلة بتطبيق الاتفاقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وقيام الأطراف بالوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب الاتفاقية.
انتهى