بيانات صحفية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة في بيت حانون فتقتل سبعة فلسطينيين<br>وتدمر 33 منزلاً سكنياً في مخيم خانيونس

    شارك :

8 يوليو 2004 |المرجع 41/2004

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة  جديدة في بيت حانون، أسفرت عن استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة ستة آخرين بجراح مختلفة، وتواصل فرض حصارها المشدد على البلدة - لليوم العاشر على التوالي – الذي تمنع بموجبه سيارات الإسعاف من نقل وإخلاء الجرحى والمرضى، وتجرف مئات الدونمات الزراعية.
كما هدمت (33) منزلاً سكنياً خلال توغلها في مخيم خانيونس فجر اليوم نفسه.
  توغلت قوة خاصة من قوات الاحتلال، عند حوالي الساعة 1:00 من فجر اليوم الخميس الموافق 8/7/2004، وانتشر أفرادها في المزارع الشرقية القريبة من شارع النعايمة في بلدة بيت حانون، فيما حاصرت مجموعة منها منزل ناهض عبد الرحمن عبد الله أبو عودة، (44) عاماً،  وهو ممن تصفهم تلك القوات بنشطاء في المقاومة، وأردته قتيلاً.
وواصلت الطائرات المروحية تحليقها في أجواء البلدة، وإطلاقها المتكرر والعشوائي للنيران في أرجاء مختلفة منها، وتمركزت قوة أخرى في محيط موقع للأمن الوطني يقع على تقاطع شارع السكة مع شارع الوادي (العزبة)، واعتلت أسطح عدداً من المنازل السكنية، التي تعود ملكيتها لعائلات، البسيوني، الزعانين، مصلح.
وفيما حاول بعض الفلسطينيين الخروج من البلدة - عند حوالي الساعة 5:30 من فجر اليوم نفسه – فاجأتهم القوة التي تنكر أفرادها في زي مدني وأردت ثلاثة منهم قتلى فيما تمكن الرابع من الزحف والفرار.
والشهداء الثلاثة هم: زاهر راجح أبو هربيد، (30) عاماً، نصر الدين محمد أبو هربيد، (39) عاماً، نعيم مصباح الكفارنة، (40) عاماً.
وحسب إفادة صرح بها للمركز الشخص الناجي (يحجب الاسم بناء على رغبته) فإن يوسف أحمد موسى الزعانين، (52) عاماً، أحد سكان المنطقة المجاورة خرج على صوت إطلاق النار في محاولة منه لإسعاف الجرحى فقتلته تلك القوة على الفور.
  وعند حوالي الساعة السادسة من صباح اليوم فتحت الطائرات المروحية نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه منازل السكان في منطقة السكة، ما أدى إلى مقتل جميلة المزين (حمد)، (45) عاماً، وإصابة طفلتها وفاء يوسف حمد، (13) عاماً، بعيار ناري في الصدر.
كما استشهد حامد أحمد عبد العزيز أبو عودة، (28) عاماً، وأصيب خمسة آخرين بجراح وصفتها المصادر الطبية بالمتوسطة.
  هذا وتواصل قوات الاحتلال أعمال التجريف شرقي بيت حانون، حيث تشير التقديرات الأولية لعمليات الرصد الميداني للمركز أن تلك القوات جرّفت حوالي (1500) دونماً من الأراضي الزراعية الواقعة شرقي بلدتي جباليا وبيت حانون.
وأحكمت سيطرتها على المنطقة الغربية للبلدة (شارع السكة)، وشددت من حصارها المفروض على البلدة لليوم العاشر على التوالي، حيث تواصل منع ثلاث سيارات إسعاف تابعة لكل من الهلال الأحمر ولجان العمل الصحي ووزارة الصحة، تقل شهيداً ومصاباً وحالة ولادة صعبة، منذ حوالي الساعة 8:30 من صباح اليوم حتى صدور هذا البيان.
  وترافق تصعيد قوات الاحتلال لعدوانها في بيت حانون مع توغل لقوات الاحتلال بحوالي (18) آلية عسكرية من بينها (4) جرافات، وترافقها الطائرات العمودية من الجو، في المنطقة الغربية من مخيم خانيونس الملاصقة لمستوطنة (جاني تال)، والقريبة من حاجز مواصي خانيونس.
  وشرعت قوات الاحتلال في هدم وتدمير المنازل السكنية في المنطقة، وسط إطلاق كثيف للنيران التي أطلقتها الدبابات والطائرات والمواقع العسكرية المحيطة في مستوطنة (جاني تال).
ووفقاً لعمليات الرصد الأولي التي قام بها المركز في المنطقة المستهدفة من مخيم خانيونس، فإن تلك القوات هدمت ودمرت (33) منزلاً سكنياً من بينها (30) مزلاً هدمت كلياً، تسكنها (57) عائلة، وتأوي (361) فرداً.
فيما ألحقت أضراراً جسيمة بـ(3) منازل سكنية، تسكنها (4) عائلات، يبلغ عدد أفرادها (18) فرداً.
  مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يستنكر تصعيد قوات الاحتلال المتواصل لعدوانها على السكان المدنيين وممتلكاتهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه يؤكد، وفقاً لتحقيقاته الميدانية، أن استهداف قوات الاحتلال للمدنيين وممتلكاتهم، ومضيها قدماً في سياسة هدم وتجريف المنازل السكنية ومصادر عيش السكان كالأراضي الزراعية هو جرائم حرب منظمة، ولا يرى فيها المركز سوى عقوبات جماعية تهدف إلى ردع وترهيب السكان المدنيين.
كما تسهم عمليات التجريف التي طالت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، واستمرار الحصار المشدد على بيت حانون، ما يمنع الموظفين والعمال من الوصول إلى أماكن عملهم، في استمرار تدهور مستويات المعيشة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتعزيز ظاهرتي البطالة والفقر.
  عليه يطالب المركز المجتمع الدولي، لاسيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة المخصصة لحماية المدنيين في زمن الحرب، بالوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وملاحقة مجرمي الحرب من الإسرائيليين ومن أمروا بارتكاب هذه الجرائم.
  انتهـــى