بيانات صحفية

بينما يستمر إغلاق معبر رفح البري<br>قوات الاحتلال تتوغل جنوبي خان يونس وتهدم 30 منزلاً سكنياً وتقتل 10 فلسطينيين وتقصف ورش صناعية ومحلات تجارية في غزة ورفح

    شارك :

18 ديسمبر 2004 |المرجع 81/2004

تواصل قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي استهدافها للسكان المدنيين وممتلكاتهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث توغلت في الحي النمساوي والمخيم الجديد جنوبي مدينة خان يونس.
وفي حصيلة أولية، أفاد باحثو المركز بأن تلك القوات قتلت عشرة فلسطينيين من بينهم طفل لم يتجاوز سن الثامنة عشر، وأصابت 39 آخرين، من بينهم ضابط إسعاف أصيب أثناء تأدية عمله و 12 طفلاً، وصفت المصادر الطبية جراح اثنين من المصابين بالخطيرة.
كما هدمت 30 منزلاً سكنياً بشكل كلي - على الأقل- وشردت سكان المناطق التي تتوغل فيها قسراً.
وطالت اعتداءات تلك القوات مؤسسات صحية ودور عبادة، حيث لا تزال مستمرة في عمليتها العسكرية في أماكن التوغل حتى لحظة إصدار هذا البيان.
كما قصف الطيران الحربي محلات تجارية وورش صناعية وسط أحياء مكتظة بالسكان في مدينة غزة وفي محيط بوابة صلاح الدين في رفح.
بدأت قوات الاحتلال عند الساعة 12:30 بعد منتصف ليل الجمعة الموافق 17/12/2004، بالتوغل في مناطق الحي النمساوي وأبراج الفرا، والمخيم الجديد جنوبي خان يونس بقوة تقدر بثلاثين آلية عسكرية مصحوبة بغطاء جوي من الطائرات العمودية وطائرات الاستطلاع، انطلاقاً من مستوطنة (نفيه ديكاليم) القريبة من المكان، حيث فرضت سيطرتها على تلك المناطق وسط إطلاق كثيف للنيران في المحيط، ثم وجهت نداءاً للسكان عبر مكبرات الصوت بضرورة إخلاء منازلهم، قبل أن تباشر في هدم المنازل السكنية دون إتاحة الفرصة لإخلائها.
وتشير المعلومات الأولية إلى هدم حوالي 30 منزلاً – على الأقل- بشكل كلي، وتشريد حوالي 300 فلسطينياً من سكان مناطق التوغل، تم إيوائهم بشكل مؤقت في مدرسة خان يونس الابتدائية المشتركة للاجئين.
واعتلت قوات الاحتلال أسطح العديد من البنايات العالية في المناطق آنفة الذكر، فاتحةً نيران رشاشاتها تجاه كل ما يتحرك في محيط المكان، وأصابت تلك القوات ضابط الإسعاف: حسن سعيد أبو سمرة (45 عاماً) أثناء محاولته إسعاف أحد المصابين داخل أسوار مجمع ناصر الطبي الملاصق للحي النمساوي من الجهة الشمالية.
وعند حوالي الساعة 4:30 فجر الجمعة 17/12/2004 أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخاً تجاه تجمعاً للمدنيين، أسفر انفجاره عن استشهاد فلسطينيين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطرة.
هذا وقد هدمت قوات الاحتلال أثناء توغلها أجزاءً من مسجد 'الألباني'، والسور الجنوبي لمستشفى مبارك التابع لمجمع ناصر الطبي الذي اضطرت إدارته إلى إخلاء عدد من المرضى المتواجدين في الأقسام المطلة على مناطق التوغل.
وقد أسفر التوغل حتى لحظة إعداد البيان إلى استشهاد تسعة فلسطينيين هم: رامي غازي أبو سعدة (27 عاماً)- شادي حسن الددا (23 عاماً)، أصيب كلاهما بشظايا في أنحاء مختلفة من الجسم جراء إطلاق صاروخ من طائرة استطلاع نحوهما- سعيد عارف أبو السعيد (41 عاماً)، عيار ناري في الرأس- إسلام النبريص (25 عاماً)، عيار ناري في الصدر- خالد العبد أبو عبيد (23 عاماً)، عيار ناري في الصدر- جهاد رمضان أبو عمرو (17 عاماً)، عيار ناري في الرأس- عز الدين حمدان (20 عاماً)، عيار ناري في الصدر- حامد الرنتيسي (24 عاماً)، عيار ناري في الصدر- أحمد محمد أبو رمضان (26 عاماً)، أعيرة نارية في أماكن متعددة بالجسم- إبراهيم عبد الحميد الفرا (23 عاماً)، أعيرة نارية في البطن والصدر.
والملاحظ أن معظم الشهداء قد أصيبوا قنصاً، وبعضهم لم تتمكن الأطقم الطبية من الوصول إليه نظراً لإطلاق النار الكثيف تجاه كل ما يتحرك.
كما أفاد باحثو المركز بقصف الطيران الحربي الإسرائيلي لورش صناعية في مدينة غزة، فعند حوالي الساعة 10:55 مساء الجمعة 17/12/2004، قصفت الطائرات العمودية صاروخين تجاه كراج للسيارات في منزل المواطن ماهر عبد الرحمن أحمد الرملي،الواقع شرق عيادة السويدي بحي النصر، تسببا في تدميره بالكامل، عند الساعة 11:05 قصفت مسكبة لتصنيع الحديد، مساحتها 450م، يملكها المواطن هشام سعيد يونس المصري، تقع في شارع الصحابة، بأربعة صواريخ تسببت في تدميرها كلياً.
وعند حوالي الساعة 9:45 مساء الجمعة 17/12/2004، قامت قوات الاحتلال المتمركز على بوابة صلاح الدين في رفح بالنداء على سكان الحي بإخلاء منازلهم، ثم قامت عند الساعة 10:00 بتفجير محل تجاري (قهوة) يملكها المواطن محمد أبو عبيد، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وتضرر 25 محلاً تجارياً ملاصقاً بأضرار مختلفة.
يأتي تصعيد قوات الاحتلال لعدوانها ضد المدنيين الفلسطينيين، والذي يصاحبه فرض قيود مشددة على حركة المدنيين والبضائع، في سياق العقوبات الجماعية التي تمارسها ضدهم، وفي انسجام مع قرارات وسياسات حكومة الاحتلال التي تؤكد على استمرار سياسة العقوبات الجماعية، واستخدام القوة المفرطة في المناطق السكنية، الأمر الذي يشكل مخالفة جسيمة للالتزامات هذه الحكومة القانونية بوصفها قوة احتلال، حيث تؤكد المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة على حظر تدابير الاقتصاص من المدنيين وممتلكاتهم.
مركز الميزان إذ يستنكر مواصلة قوات الاحتلال تصعيد عدوانها على السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه يؤكد على أن ممارسات قوات الاحتلال، لاسيما هدم وتدمير المنازل السكنية والممتلكات الخاصة، وأعمال القتل العمد والمنظم، وتصعيد استخدام القوة المميتة عبر استخدامها لوسائل غير متناسبة كقصف المدنيين بالصواريخ وقذائف المدفعية، والإطلاق العشوائي للنار في الأماكن السكنية، تنتهك بشكل جسيم ومنظم مبادئ القانون الدولي، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة، ومعايير حقوق الإنسان.
كما يرى في استمرار صمت المجتمع الدولي، لاسيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة تشجيعاً لارتكاب المزيد من هذه الجرائم.
عليه فإن المركز يجدد مطالبته المجتمع الدولي، لاسيما الدول الأطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف- التي توجب عليها الاتفاقية احترامها وضمان احترامها في جميع الأحوال- بالتحرك العاجل والفاعل لوقف الجرائم الإسرائيلية، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين، في ظل استمرار وتصاعد جرائم الحرب المرتكبة بحقهم، ويرى المركز أن تحرك المجتمع الدولي يشكل واجباً قانونياً وأخلاقياً وضرورة ملحة في الوقت الراهن.
انتهــــى