إفادات

استمرار الحصار وانقطاع الكهرباء يهددان حياة المرضى الفقراء

    شارك :

24 سبتمبر 2020

رائد يبلغ من العمر (45 عاماً)، متزوج ولديه أسرة ممتدة مكونة من 12 فرداً، ويعيش في منزل مساحته صغيرة مسقوف بالإسبست والصفيح، وتعاني زوجته وثلاثة من أبناءه من أمراض مزمنة، يحدثنا حول ظروفه المعيشية في ظل انتشار الجائحة:

أسكن في مخيم دير البلح مع أسرتي المكونة من 12 فرداً من بينهم 4 أطفال، ومن بينهم 4 من أصحاب الأمراض المزمنة والإعاقة، وجميعنا نسكن في منزل مسقوف بالإسبست والصفيح مكون من 3 غرف، وحمامين، ويسكن معي في البيت نفسه ابني محمد 23 عاماً وزوجته وطفله رائد.

كنت أعمل في مهنة الصيد منذ طفولتي حتى عام 2010، وبسبب الوضع السيئ المحيط بالصيادين من حصار وتضييق وملاحقة من قبل الاحتلال، وبسبب الظروف المعيشية والصحية الصعبة التي أعانيها وأسرتي، اضطررت للبحث عن مهنة أخرى ومصدر آخر للرزق، أستطيع من خلاله تلبية احتياجاتنا اليومية، فقررت ترك مهنة الصيد لأنها كانت مهنة المخاطر وبدون عائد.

وفي عام 2010، لجأت إلى مهنة الخياطة التي تعلمها إبني محمد، فاستأجرت محل متواضع، بالقرب من سكني في المخيم، وبدأت وابني العمل، وكان العائد يفي بالحد الأدنى من متطلبات المنزل. ومنذ إعلان الإغلاق بسبب فيروس كورونا في شهر مارس 2020، تضرر عملنا بشكل كبير وتدنى دخلنا. ولكن لم يطل الأمر وعدنا العمل، وصحيح أن قبل الإغلاق ليس كما بعده، ولكن على الأقل كنا نتدبر أمورنا ونصرف بالحد الأدنى والضروري جداً. ليس لنا أقارب أو معارف نستطيع اللجوء إليهم عند الشعور بالضائقة، وبقينا على هذه الحال عندما عادت الحياة إلى طبيعتها بعد الإغلاق الأول. تفاجأنا بقرار الإغلاق وحظر التجوال الأخير بتاريخ 24/08/2020، بسبب تفشي جائحة كورونا واكتشاف حالات داخل المجتمع، قمت بإغلاق المحل إلتزاماً بقرار الجهات المختصة، وحفاظاً على صحة أسرتي الهشة والمريضة أولاً وحفاظاً على صحة المجتمع ثانياً. ومنذ ذلك الإعلان توقف مصدر الدخل الوحيد لإعالة أسرتي، أشعر بالعجز والقلق الشديد خصوصاً بوجود 4 من أفراد الأسرة مصابين بأمراض مزمنة، وهم زوجتي كاميليا (43 عاماً)، وهي مريضة سكر وضغط وقلب، وابنتي وعد (15 عاماً) مريضة سكري، وابني محمد (23 عاماً) مريض سكري، وابنتي أمل ( 20 عاماً) مريضة شلل دماغي. لا أدري ما أفعل، لا أستطيع توفير احتياجات أسرتي اليومية، وخصوصاً ابنتي أمل التي أصبحت حياتها على المحك، فهي لكي تعيش تحتاج لعمل جهاز التبخير والفرشة الطبية بشكل مستمر، وكلاهما يعملان على التيار الكهربائي، وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، ومحدودية عدد ساعات وصل الكهرباء، وعدم قدرتي على توفير طاقة بديلة، فإني بصراحة أخشى على حياتها. كما أن انقطاع المياه وعدم استطاعتي توفير المياه المشتراه يؤثر على حياتهم جميعاً ويجعل مناعتهم أضعف ويعرضهم لخطر الموت. لا يمكن لأحد أن يتخيل مقدار القلق الذي أعيشه، فمنزلنا ضيق المساحة ومكتظ، فهو كالفرن في ظل انقطاع الكهرباء، ولا يوجد معي أي أموال لشراء أو توفير أي نوع من أنواع الطاقة البديلة، وبالنسبة لمصاريفنا اليومية، فأنا الآن أحاول الاستدانة من جميع من عرفتهم في حياتي، إني أطرق باب الجميع، ولكن أغلب الناس طروفها المعيشية سيئة للغاية. لا أعرف لمن ألجأ، فأنا في أمس الحاجة للمساعدة.

أطالب الجهات الرسمية والأهلية والمؤسسات الدولية بمساعدتي في توفير طاقة بديلة للكهرباء لمساعدة ابنتي أمل للبقاء على قيد الحياة، وهذا من أهم أولوياتي الآن. كما أطالب الجهات الحكومية والأهلية بالنظر لأصحاب المشاريع الصغيرة والحرفيين الذي يحصلون على رزقهم بشكل يومي والوقوف معهم حتى انتهاء هذه المحنة التي ألمت بنا.