بيانات صحفية
28 يونيو 2018 |المرجع 51/2018
رابط مختصر:
يعبر مركز الميزان لحقوق الإنسان عن أسفه الشديد لوفاة فيليتسيا لانغر وهي مناضلة حقوقية من أصول يهودية بولندية. لانغر التي خسرت معظم أفراد عائلتها خلال الهولوكوست لم تتوانى عن تكريس نضالها الحقوقي والقانوني لمناصرة حقوق الفلسطينيين وللدفاع عنهم أمام المحاكم الإسرائيلية. وكانت لانغر من أوائل المحامين الإسرائيليين الذي عبروا بشكل علني ومستمر عن انتقادهم للسياسات الإسرائيلية ولنظام القضاء فيها، ورأت في كليهما اضطهاداً للفلسطينيين فقد كان لها مواقف علنية مناهضة لسياسات الاعتقال الاداري ومصادرة الاراضي والتهجير القسري وهدم البيوت.
وفي وقت تستمر فيه إسرائيل في انتهاكاتها المنظمة والجسيمة لحقوق الإنسان فإن ذكرى المناضلين الحقوقيين أمثال لانغر تظل دافعاً لنشطاء السلام والعدالة. حين كان الفلسطينيون شبه مجردين من أي طريقة لنيل العدالة عبر القضاء في المحاكم الإسرائيلية كانت لانغر من أوائل من مثلوا الفلسطينيين رسمياً أمام المحاكم ودافعوا عنهم. وواصلت لانغر الدفاع عن الفلسطينيين وإدانة الاحتلال ودعم السلام، بالرغم من الضغوطات الهائلة التي مورست عليها والتي شملت تهديدات مباشرة لحياتها أجبرتها على مغادرة إسرائيل والهجرة إلى ألمانيا. وتعقيباً على ذلك قالت لانغر: "لقد قررت أنه لا يمكنني أن أكون جزءً من الغطاء على هذا النظام بعد اليوم، أريد بموقفي هذا أن أعبر عن احتجاجي وعن يأسي وامتعاضي من هذا النظام... لأن العدالة للفلسطينيين لا يمكن انتزاعها منه للأسف." [1]
وبقيت لانغر مخلصة لإيمانها بشرعية حقوق الفلسطينيين خلال وجودها في ألمانيا؛ فإلى جانب محاضراتها كانت تكتب عن هذا الواقع الظالم، ونشرت العديد من الكتب حول الانتهاكات المختلفة التي ترتكبها إسرائيل. وإقراراً بنضالها وشجاعتها فقد حصلت لانغر على العديد من الجوائز بما في ذلك الجائزة الدولية رايت ليفليهود للعام 1990م ووسام شرف مقدم من الرئاسة الألمانية في العام 2009م
وقد قضت لانغر يوم الجمعة، الموافق 22 يونيو 2018، بعد صراع مع مرض السرطان، ولكن موتها ليس نهاية فهي ستبقى حية وستخلد في ذاكرة المدافعين عن حقوق الإنسان كصوتٍ حر وقوي لكل الضحايا الذين فقدوا أصوتهم حول العالم دفاعاً عن قيم الحرية والعدالة والإنسانية. وفي هذه المناسبة فإن مركز الميزان إذ يعبر عن أسفه الشديد لفقدان لانغر فإنه يتقدم بأحر التعازي من عائلة فليتسيا لانغر وأصدقائها ومحبيها حول العالم. كما يؤكد مركز الميزان على أن التضحيات التي يبذلها المناضلون أمثال لانغر تمثل دافعاً المواصلة الطريق دفاعاً عن الحرية والكرامة والعدالة، ولحماية وتعميم حقوق الإنسان.
انتهى
[1]انظر فيليتسيا لانغر... من أجل شجاعتها المثالية في الدفاع عن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني: http://www.rightlivelihoodaward.org/laureates/felicia-langer/
رسائل و مناشدات
سلسلة الدليل القانوني
القانون الدولي الإنساني
تقارير و إصدارات دولية
من يوميات الحرب
51/2018