تقارير و دراسات

من الميدان<br>تقرير حول انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي الإنساني في تعاملها مع المدنيين في قطاع غزة خلال شهر سبتمبر 2012

    شارك :

1 أكتوبر 2012

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف السكان المدنيين وممتلكاتهم في قطاع غزة خلال شهر سبتمبر من العام 2012، وارتكبت انتهاكات لمبادئ حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني.
يستعرض هذا التقرير الانتهاكات الإسرائيلية وفق التسلسل الزمني لوقوعها، وذلك وفقاً لعمليات الرصد والتوثيق التي قام بها مركز الميزان لحقوق الإنسان في قطاع غزة.
ويتناول التقرير تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها تجاه السكان المدنيين في قطاع غزة، حيث استمرت قوات الاحتلال بتنفيذ غاراتها وعملياتها واستهدافها للمدنيين والمنازل والصيادين على حد سواء خلال شهر سبتمبر 2012، في إطار استخدامها القوة المفرطة والمميتة، دون أي اكتراث لمبادئ القانون الدولي، لاسيما مبدأ الضرورة العسكرية، ومبدأ التناسب،  حيت أسفرت تلك الاعتداءات عن مقتل (9) مواطنين، وإصابة (14) آخرين بجروح متفاوتة من بينهم (5) أطفال، كما اعتقلت قوات الاحتلال خلال الفترة التي يتناولها التقرير (13) فلسطينياً.
يبدأ التقرير بتناول ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، جرائم اغتيال وتصفية جسدية، دون أن تلقي بالاً، أو تبدي أي اكتراث بقواعد القانون الدولي، التي تصنف هذا النوع من الجرائم على أنه يشكل انتهاكاً جسيما لقواعد القانون الدولي، ومخالفا للمعايير الدولية الخاصة بحقوق الإنسان كافة، التي كفلت الحق في الحياة والسلامة البدنية كحق أساسي غير قابل للانتقاص تحت أي من الظروف .
وحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان فقد أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال اثنين من أفراد هيئة الحدود والمعابر التابعة لوزارة الداخلية في حكومة غزة، وقد تبنت سلطات الاحتلال بشكل رسمي عملية الإعدام خارج نطاق القضاء أو ما يعرف بجرائم الاغتيال والتصفية الجسدية.
ويستعرض التقرير الهجمات الصاروخية والمدفعية التي تستهدف مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وتتسم هذه الهجمات بالعشوائية لجهة عدم اكتراثها بالأضرار التي تلحق بالمدنيين وممتلكاتهم بما في ذلك قصف منازل سكنية.
حيت أسفرت تلك الهجمات عن مقتل (6) مواطنين، وإصابة (10) آخرين بجروح متفاوتة، من بينهم (5) أطفال وسيدة واحدة، وتسببت في إلحاق أضرار مادية في منازل ومنشآت مدنية.
كما تبث عمليات القصف حالة من الرعب والهلع في نفوس السكان المدنيين، لاسيما الأطفال والنساء منهم خاصة الهجمات الليلية.
ويظهر التقرير استمرار الاعتداءات الموجهة ضد الصيادين الفلسطينيين، حيث تفرض منطقة صيد ضمن نطاق ثلاثة أميال بحرية فتحرمهم من الوصول لأماكن الصيد الوفيرة، وتواصل إطلاق النار تجاههم وتجاه قواربهم، وتخرب معداتهم وشباكهم، وتواصل اعتقالهم والاستيلاء على قواربهم.
فقد رصد المركز خلال شهر سبتمبر (10) حالات استهداف للصيادين الفلسطينيين، أسفرت عن مقتل الصياد فهمي صالح فهمي أبو رياش (22 عاماً)، وشقيقه: يوسف (19 عاماً)، كما ألحقت أضرار مادية في عدد من قوارب الصيد الفلسطينية، وتخالف قوات الاحتلال بهذه الممارسات التزاماتها القانونية كقوة قائمة بالاحتلال في قطاع غزة، وتنتهك حقوق الصيادين في الحياة والعمل.
ويبرز التقرير الاستهداف المنظم للمدنيين وممتلكاتهم في المناطق القريبة من الحدود، في إطار سعي قوات الاحتلال إلى فرض منطقة أمنية عازلة تصل إلى أكثر من كيلو متر على طول الحدود الشرقية والشمالية داخل القطاع.
و يترتب على هذه الممارسة تداعيات خطيرة لجهة تهديد حياة سكان تلك المناطق والمزارعين ممن يملكون أراضي فيها، وحرمان عشرات الأسر من مصدر رزقها، واقتطاع نسبة مهمة من الأراضي المخصصة لأغراض الزراعة، بالنظر إلى أن الأراضي المستهدفة كافة هي أراضي زراعية وتمثل نسبة مهمة من مجموع الأراضي المخصصة لأغراض الزراعة في قطاع غزة.
فقد سجل وقوع (9) حالات تم خلالها استهداف المدنيين قرب حدود الفصل الشمالية والشرقية.
ما أسفر عن إصابة اثنين من المواطنين بجروح متفاوتة.
ويظهر التقرير مواصلة قوات الاحتلال سياسة الاعتقال التعسفي، حيث اعتقلت قوات الاحتلال خلال الفترة التي يغطيها التقرير (13) فلسطينياً.
سواء من خلال توغلاتها في أراضي القطاع أو من خلال مطاردة الصيادين وعمال جمع الحصى والركام.
أو من خلال استخدام المعابر كمصائد للفلسطينيين حيث تستغل حاجتهم الماسة للسفر لغرض العلاج فتعتقلهم أو تبتزهم بالرغم من إصدارها التصاريح اللازمة لهم.