بيانات صحفية
13 مايو 2004 |المرجع 32/2004
رابط مختصر:
واصلت قوات الاحتلال تصعيد عدوانها على السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقتلت 26 فلسطينياً في مدينتي غزة ورفح، وأوقعت حوالي مائتي جريح، وخلفت دماراً هائلاً في حي الزيتون، وتواصلت تشديد حصارها على قطاع غزة.
نسفت قوات الاحتلال بالمتفجرات بنايتين سكنيتين في حي الزيتون قبل أن تنسحب عند حوالي منتصف ليل أمس الأربعاء، بعد يومين من حصار الحي وفرض نظام حظر التجوال على سكانه، وقطع إمدادات مياه الشرب والكهرباء، واستهداف السكان المدنيين وممتلكاتهم، حيث اقتحمته فجر الثلاثاء الموافق 11/5/2004.
وتبدو مشاهد الدمار في الحي وكأن زلزالاً ضربه، حيث أفادت حصيلة أولية لعملية حصر الأضرار التي قام بها المركز، أن قوات الاحتلال هدمت ودمرت عشرات المنازل السكنية من بينها (8) بنايات نسفت كلياً، و(6) بنايات لحقت بها أضرار جسيمة، فيما لحقت أضرار جزئية بعشرات المنازل التي لم ينتهي الباحثون من حصرها حتى صدور هذا البيان.
ودمرت مسجد الرحمن في الحي المذكور.
وبلغ عدد المحال التجارية والورش الصناعية المدمرة (43) محلاً وورشة.
ودمرت (30) مركبة، وجرّفت وخربت الشوارع والطرق المرصوفة، وجرفت أكثر من (150) دونماً من الأراضي الزراعية، وأتلفت شبكات مياه الشرب والكهرباء والهاتف.
وأفادت المصادر الطبية أن (15) شهيداً سقطوا برصاص وشظايا الصواريخ والقذائف في الحي، من بينهم (5) أطفال، وبلغ عدد الجرحى (200) جريحاً من بينهم (27) وصفت جراحهم بالخطيرة، ونحو (35) جريحاً لم يتجاوز سن الثامنة عشر، من بينهم (9) وصفت جراحهم بالخطيرة، كما أن هناك عدداً لم يحدد من الإصابات لحقت بهم إعاقات دائمة بفقدان أحد الأطراف، أو العينين.
وحسب تصريحات شهود العيان، فقد تعرض السكان لمعاناة كبيرة جراء احتجاز عائلات بالكامل في غرفة واحدة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي والمياه ونقص الدواء والغذاء، وأكد الباحثون - بناءً على مشاهداتهم - أن السكان كانوا يقضون حاجاتهم في الغرفة نفسها، وذلك طوال 48 ساعة.
وعند حوالي الساعة 1:10 من فجر اليوم الخميس الموافق13/5/2004 أطلقت طائرة مروحية صاروخ تجاه تجمع من السكان المدنيين في بلوك L من منطقة يبنا في مخيم رفح للاجئين، وواصلت الطائرات العمودية قصف المناطق السكنية في رفح، حيث تكرر القصف الصاروخي لتجمعات مدنيين سبع مرات، منذ مساء أمس حتى صباح اليوم، ما أسفر عن استشهاد (10) فلسطينياً، وجرح (17) آخرين وصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة.
وتوغلت جرافاتها وآلياتها العسكرية مساء أمس في منطقة بلوك (O) من مخيم رفح، وشرعت بأعمال هدم وتدمير للمنازل القريبة من مسجد ذو النورين، الذي تعرض للتدمير أيضاً.
يذكر أن عشرات الدبابات تحتشد في حركة غير عادية مقابل حي البرازيل في رفح، وتفتح نيران رشاشاتها تجاه الحي المذكور، ما أسفر عن استشهاد طفل لم يتجاوز السابعة عشر من العمر.
وبذلك تكون حصيلة الشهداء منذ الثلاثاء 11/5 وحتى الخميس 13/5/2004 (26) شهيداً من بينهم (9) أطفال، فيما بلغ إجمالي عدد الجرحى (217) جريحاً.
جدير بالذكر أن الزوارق الحربية الإسرائيلية، واصلت مساء أمس وصباح اليوم فتح نيران رشاشاتها تجاه شواطئ قطاع غزة.
كما واصلت قوات الاحتلال عزل محافظات غزة عن بعضها بعضاً، رافضة السماح للمحتجزين عند حاجزي المطاحن وأبو هولي بالعودة إلى منازلهم.
وواصلت عزل قطاع غزة عن العالم الخارجي.
مركز الميزان إذ يستنكر مواصلة قوات الاحتلال عدوانها على السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه يؤكد أن تلك القوات ارتكبت جرائم حرب فاضحة، باستهدافها للمدنيين والأعيان المدنية، مستخدمة قوة مفرطة ومميتة، دون ضرورة أو تناسب.
وفي هذا السياق يشير المركز إلى محاولات تصوير هذا العدوان على أنه رد فعل على مقتل جنود إسرائيليون في حي الزيتون ورفح، ويؤكد على أن القوات الإسرائيلية تكبدت خسائر بشرية بعد مباشرتها بالاجتياح وأعمال القتل والتدمير، واستهداف مناطق مكتظة بالسكان، وهي أعمال يحظرها القانون الدولي.
بينما يذكر المركز بمشروعية المقاومة في الأراضي المحتلة بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ولا يمكن بحال من الأحوال مساواة انتهاك القانون الدولي والإنساني بالحق المشروع.
ويؤكد المركز أن تشديد تلك القوات للحصار والإغلاق، ومنعها الفلسطينيين من السفر، يأتي في سياق العقوبات الجماعية التي تفرضها على السكان المدنيين.
وهي ممارسات تشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة.
عليه يجدد مركز الميزان مطالبته المجتمع الدولي، لاسيما الدول الأطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف- التي توجب عليها الاتفاقية احترامها وضمان احترامها في جميع الأحوال- بالخروج عن صمتها المخجل، والتحرك العاجل والفاعل لوقف الجرائم الإسرائيلية، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين، في ظل استمرار وتصاعد جرائم الحرب المرتكبة بحقهم، ويرى المركز أن تحرك المجتمع الدولي يشكل واجباً قانونياً وأخلاقياً وضرورة ملحة في الوقت الراهن، خاصةً في ظل توسيع قوات الاحتلال لدائرة عدوانها، مستغلةً صمت المجتمع الدولي، والدعم الأمريكي اللامحدود لجرائمها.
انتهــى