بيانات صحفية

قوات الاحتلال تقتل أحد عشر مدنياً من بينهم ناشطة سلام أمريكية وخمسة أطفال

    شارك :

17 مارس 2003 |المرجع 14/2003

قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تصعيد عدوانها على السكان المدنيين وممتلكاتهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فتقتل أحد عشر مدنياً من بينهم ناشطة سلام أمريكية وخمسة أطفال.
قتلت قوات الاحتلال، عند حوالي الساعة 4:45 من مساء أمس الأحد الموافق 16/3/2003، ناشطة السلام الأمريكية راشيل كوري، بينما كانت تحاول منع تلك القوات من تجريف منازل الفلسطينيين القريبة من الحدود المصرية – الفلسطينية في حي السلام في مدينة رفح، فأقدم سائق الجرافة على دفنها تحت كوم من التراب وهي على قيد الحياة، وذلك على الرغم من لباسها زياً فسفورياً واضحاً، ومناشدتها لسائق الجرافة عبر مكبر الصوت بالامتناع عن هدم منازل المدنيين، واستغاثة زملاؤها المتواصلة، ومطالبتهم لسائق الجرافة بالتوقف كي يتمكنوا من إنقاذ حياة زميلتهم.
جدير بالذكر أن راشيل تواجدت في المكان مع سبعة من ناشطي السلام وهم أربعة أمريكيين وأربعة بريطانيين.
ويحتفظ المركز بشهادات مشفوعة بالقسم، صرِّح بها للمركز، زملاء راشيل الذين شهدوا مقتلها.
  يذكر أن راشيل كوري 24 عاماً، من سكان ولاية واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وصلت إلى مدينة رفح بتاريخ 25/2/2003، ضمن مجموعات حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني (ISM).
وفي السياق نفسه قتلت تلك القوات أحمد أحمد محمد النجار، بأعيرة في أنحاء مختلفة من جسمه، بينما كان عند مدخل منزله، حيث فتحت قوات الاحتلال المتمركزة في مستوطنة (رفيح يام) النار عليه ما أدى استشهاده فور وصوله إلى المستشفى.
  وقتلت تلك القوات الفتى محمد عيسى عبد الهادي، عندما فتحت نيرانها من مستوطنة (نفيه ديكاليم) تجاه حي الأمل، عند حوالي الساعة 6:30، من مساء أمس، وأصابت ثلاثة أشخاص آخرين بجروح.
وفي الساعات الأولى من فجر اليوم الاثنين الموافق 17/3/2003، توغلت قوات الاحتلال من مستوطنة (نتساريم) جنوب مدينة غزة، في مخيم النصيرات وحاصرت بلوك (2)، ثم تقدمت إلى منزل محمد رجب السعافين، في بلوك (5) المحاذي، ونسفته فوق محمد السعافين، (34) عاماً، ما أدى لاستشهاده.
وكما هو الحال في كل توغل، فتحت تلك القوات نيران رشاشاتها عشوائياً ما أدى إلى مقتل الطفلة إلهام زياد حسن العطار (3) سنوات، جراء إصابتها بثلاثة عيارات نارية واحد في القلب واثنان في الساق، وعمر توفيق أبو يوسف (17) عاماً عيار في الرأس، وعمر حسن درويش، (17) عاماً، وسعيد حسني الطويل، (16) عاماً، وإبراهيم العثماني، (25) عاماً، جراء إصابتهما بشظايا في أنحاء مختلفة من الجسم.
  وتواصل قوات الاحتلال حصارها لمنطقة العطاطرة شمال غرب بيت لاهيا، في محافظة شمال غزة، التي توغلت فيها عند حوالي الساعة 4:00 من فجر اليوم، وأجبرت الذكور من السكان، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 – 45 عاماً، على     الخروج من منازلهم، ووضعتهم في حفر حفرتها خصيصاً، ويقوم جنودها بحراستهم.
وفي الوقت الذي تواصل فيه تلك القوات عملياتها في العطاطرة، أكدت مصادر مستشفى الشفاء في غزة للمركز، تسلمها جثتي الشهيدين شادي خريس (20) عاماً، من سكان مدينة خانيونس، ورامز السدودي، (19) عاماً من حي الشجاعية في غزة، وهما من أفراد شرطة البحرية العاملة في المكان، قتلتهم تلك القوات.
  ويؤكد مركز الميزان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة، كما أنها لا تراعي مبدأي الضرورة الحربية والتمييز والتناسب في عملياتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000.
وتثبت التحقيقات الميدانية التي يجريها المركز أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمارس أعمال القتل والتدمير بشكل منظم ولا تكترث لحياة السكان المدنيين، وهو ما تؤكده ممارساتها اليومية، لاسيما قتلها لناشطة السلام الأمريكية راشيل كوري.
وتؤكد مصادر البحث الميداني في المركز أن عدد المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا على أيدي قوات الاحتلال منذ 1/1/2003، وحتى اليوم 17/3/2003 في محافظات غزة بلغ 135 مدنياً من بينهم ناشطة السلام الأمريكية راشيل كوري.
في حين دمرت تلك القوات (844) منزلاً سكنياً، وجرفت (1348) دونماً من الأراضي الزراعية، ودمرت (174) منشأة صناعية وتجارية، في الوقت الذي هدمت فيه مسجداً وبئرين لمياه الشرب في مدينة رفح خلال الفترة نفسها.
  ويؤكد المركز على أن مواصلة قوات الاحتلال تصعيدها الخطير للجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين، ليس إلا نتيجة لاستمرار تسييس المجتمع الدولي لمعاناة السكان الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتعامل مع دولة الاحتلال بمعايير مزدوجة تجعل منها دولة فوق القانون.
  عليه يطالب المركز المجتمع الدولي بالخروج عن صمته والوفاء بالتزاماته القانونية تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوفير الحماية للسكان المدنيين وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين ارتكبوا أو أمروا بارتكاب هذه الجرائم.
  انتهــــى